9.2.07

فارس الكلمة يكتب مقدمة كتابه الذى سيصدر خلال أيام

فارس الكلمة يكتب مقدمة كتابه الذى سيصدر خلال أيام: لا أنظر إلى الخلف أبداً.. وأرى النور فى أشد الليالى حلكة وظلمة

٨/ ٢/ ٢٠٠٩
هذه الكلمات كتبها الراحل الكبير مجدى مهنا قبل وفاته ولم تنشر.. إذ كانت نيته قد انعقدت على إصدار كتاب يجمع مقالاته بعد إلحاح المقربين منه والقراء.. ولكن القدر شاء ألا يصدر هذا الكتاب.. لذا فإن «المصرى اليوم»، وهى تتذكر معكم مجدى مهنا فى ذكرى رحيله الأولى، حرى بها أن تحقق هذا الحلم بإصدار الكتاب الأول لمقالات وكتابات مجدى مهنا، الذى ستجدونه فى المكتبات خلال أيام قليلة.. وإليكم كلماته التى كتبها بخط يده:
أكثر من صديق نصحنى بتجميع بعض مقالاتى «فى الممنوع» خلال فترة زمنية معينة وإصدارها فى كتاب.. على حسب تاريخ نشرها.. أو تبويبها على حسب نوعية الموضوعات والقضايا التى تناولتها بالنقد والتحليل.
وأعترف بأن الفكرة لم تستهونى فى البداية، وأخذت منى بعض الوقت للاقتناع بها.. فالكتابة بالنسبة لى هى فعل إرادة.. ما إن أفرغ من كتابة الفكرة حتى تنتهى علاقتى بها.. وأتركها تحدث ما تشاء من ردود فعل.. مؤيدة أو معارضة لها.. ثم أبحث عن فكرة جديدة ومقال جديد وفعل جديد.
كما أن الكتابة بالنسبة لى هى طلقة تخرج من فوهة قلمى، وتستقر فى المساحة التى أكتب فيها.. ومنها إلى عقل ووجدان القارئ.. فكيف بعد أن خرجت الطلقة وبعد أن أحدثت تأثيرها.. الإيجابى والسلبى على حد سواء.. أن أستعيدها مرة أخرى وأعيد إطلاقها من جديد.
سبب آخر هو أننى لا أنظر إلى الخلف أبداً.. ودائماً ما أنظر إلى الأمام.. وأرى النور فى أشد الليالى حلكة وظلمة.
هذا ما ناقشته مع أصدقائى، وكان ردهم علىّ، أن كثيراً من مقالات «فى الممنوع» لم تكن طلقات فشنك.. ولم تكن دخاناً فى الهواء.. والكثير منها أحدث أثراً.. وترك صداه لدى القارئ والرأى العام.. ولدى الدولة أيضاً.. وأغلب القضايا التى تناولتها بالكتابة مازالت قائمة ومازالت صالحة للنشر.. لأن ما حدث ويحدث منذ سنوات طويلة، هو أننا ندور فى المكان ولا نبارحه.. ولا نتحرك بعيداً عنه.. والتغيير الذى ننتظره ونأمله لا يحدث أبداً.. على جميع الأصعدة السياسية والحزبية والصحفية والاقتصادية والاجتماعية.
ما يجرى من تغيير هو مجرد قشور على السطح.. أما الجوهر فواحد لم يتغير ولن يتغير.. إلا إذا تغير الذين يعادون التغيير.. لأنهم يفهمون التغيير على أنه تغييرهم شخصياً، وليس أحداً سواهم.. ويفسرون عدم التغيير على أنه إحدى دعائم الاستقرار.
ولهذا.. ستبقى من وجهة نظر بعض الأصدقاء مقالات «فى الممنوع» حية وشاهدة على ضياع حلم التغيير.. بل وحافزة على ضرورة إحداث هذا التغيير.
وفى البداية فكرت فى ترتيب المقالات على حسب نوعية القضايا والموضوعات التى تناولتها فى مقال «فى الممنوع».
باب يتناول القضايا الداخلية.. وآخر يتناول القضايا الخارجية.. وهكذا.. ولكننى فضلت نشر المقالات حسب الترتيب الزمنى لها.. ولا بأس من أن تحتوى صفحات الكتاب على مقال فى قضية داخلية ويعقبه مقال فى قضية خارجية، فهذه إحدى سماتى الشخصية فى الكتابة.. إننى لا أحصر نفسى فى نوعية معينة من الموضوعات ولا أقصرها عليها..
وأحياناً تواتينى فكرة مقال، فأحدد البداية.. لكننى لا أعرف أبداً كيف سينتهى المقال.. بل كل جملة وكل فقرة فيه أتناولها بشكل عفوى وتلقائى.. فيأتى المقال فى النهاية بالشكل الذى عهده القارئ.. عفوياً وتلقائياً وطازجاً وصريحاً وصادراً من القلب للقلب.
ومقال «فى الممنوع» عادة لا أكتب له عنواناً آخر، مثلما يفعل غالبية الكتاب، وإنما أكتفى بكتابة كلمة «فى الممنوع» فى بدايته.
وفى هذا الكتاب، حذفت كلمة «فى الممنوع» لأنها مكتوبة على غلاف الكتاب.. وكتبت عنواناً آخر لكل مقال.. لأنه من حيث الشكل لا يجوز كتابة مقال «فى الممنوع» ١١٦ مرة.. هو مجموع المقالات التى قمت باختيارها خلال الفترة من ١٣ يوليو ٢٠٠١ وحتى ٢٨ أكتوبر ٢٠٠٢، وقد أعود فى تاريخ لاحق إلى تكرار التجربة فى كتاب آخر عن فترة سابقة أوسع وأكبر.. هذا إذا لاقت هذه التجربة استحسان القارئ، مع تضمينها الكثير من الأسرار التى تكشف عن المستوى الذى وصلت إليه حياتنا السياسية والحزبية والصحفية.
وفى نهاية الكتاب، خصصت فصلاً عن بعض المقالات التى لم تنشر.. ولعلى فى كتاب قادم أتوسع فى هذا الجانب.   ب

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster