9.2.07

حين تكون الكلمات أهم من كنوز الدنيا

حين تكون الكلمات أهم من كنوز الدنيا

  كتب   دارين فرغلى    ٨/ ٢/ ٢٠٠٩


انصهرت أحلام مجدى مهنا الشخصية فى أحلامه للوطن. فلم نعرف الكثير عن حياته الخاصة، التى كان يعتبرها أمراً لا يخص غيره، حتى أقرب المقربين من أصدقائه.
وكان مجدى مهنا يعتبر تلك الزاوية التى كان يكتب فيها عموده اليومى، أو إطلالته عبر الشاشة ببرنامجه «فى الممنوع»، وسيلتين لتفريغ الأحلام للوطن والتعبير عنها، ومشاركة المصريين فيها، ويعتبر هاتين الزاويتين، ملكاً للقارئ والمشاهد، لذا لم يكن يسمح لنفسه بأن يتطرق من خلالهما إلى أى موضوع قد ينال من حقهما. والآن وبعد مضى عام على رحيله، وصعود روحه إلى بارئها، نتساءل: ألم يكن له حلم خاص، يراوده ويلح عليه، ويتمنى أن يناله؟
الصحفى مدحت حسن، صديق مجدى مهنا، لا تزال ذاكرته تتمسك بأحاديث طويلة دارت بينهما، ومواقف كثيرة تعرضا لها سويا، باح لنا ببعض منها، قائلاً: «كان الستر هو أقصى أحلام مجدى لأسرته فى هذه الدنيا، كان يحلم بألا تحتاج أسرته لأحد بعد وفاته، ويخشى دائماً عليهم، وهو ما تبدى فى أحاديثه معى، وبخاصة بعد تدهور حالته، فى الوقت نفسه الذى لم يكن له أى أحلام يتمنى تحقيقها لذاته.
 حتى بعد أن أصبح مذيعا لامعا، وزاد دخله لم يفكر فى أن يسافر للتنزه خارج مصر، أو أن يشترى لنفسه شقة أكثر فخامة من التى كان يسكنها ويعيش بها، لم يقم بتغيير سيارته، ولم يخطر على باله أن يفعل ذلك، بالرغم من توافر الإمكانات المادية قبل مرحلة المرض التى التهمت كل مدخراته، حلم الثراء وامتلاك المال لم يكن من أحلامه على الإطلاق، كان المال بالنسبة له وسيلة وليس هدفاً.
 وأضاف: لقد تعاملت مع «مهنا» عن قرب، بحكم عملى معه كمعد فى برنامجيه «فى الممنوع» على قناة دريم الفضائية، و«بعد المداولة» فى التليفزيون المصرى، ووجدت أنه لم يكن حالما بالمناصب، ولم تكن تشغله كثيرا ألقاب مناصب تقلدها، مثل رئيس التحرير، كان يشعر أن كلمات مقالاته التى يبثها للناس عبر أى جريدة، أهم من كنوز الدنيا، وزاد هذا الإحساس مع مقاله فى «المصرى اليوم»، حيث كانت تأتيه ردود أفعال عديدة، نظراً لكثرة عدد قرائها.
وأذكر عندما عرض عليه تولى منصب رئيس تحرير جريدة «صوت الأمة»، كنا نجلس أنا وهو وعدد من أصدقائنا، فتحدث معنا فى الأمر، لأخذ رأينا فيه، وبالرغم من أن أغلب أصدقائه رجحوا فكرة قبول العرض، إلا أنه قال إنه يفضل ألا يخسر قراء «المصرى اليوم» إذا قبل المنصب، فهو يرى أنه يحقق ما يكفيه من تواصل مع الناس.   ب

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster