18.2.08

في الممنوع 10/2/2006


اتصل بي بعض الأصدقاء والأقارب، طالبين تذاكر لحضور مباراة الختام في البطولة الأفريقية لكرة القدم بين مصر وكوت ديفوار.. ولم أعرف بماذا أجيب عليهم.. سوي سأحاول وقد حاولت الحصول علي عدد محدود من التذاكر وفشلت.. إذ كلما سألت أحد العارفين بشؤون الكرة والقريبين من ملاعبها.. قال لي.. العثور علي تذكرة واحدة أصبح مثل البحث عن لبن العصفور الذي لم يره أحد.. وبالتالي لم يشربه.

وأمس اتصلت بي إحدي السيدات شاكية وغاضبة.. أريد الذهاب إلي الاستاد مع أولادي لكي أشاهد المباراة النهائية مساء اليوم.. لكنني فشلت.
قلت لها وأنا أيضا فشلت.. ليس لي، ولكن لأقاربي وأصدقائي.
قالت: ذهبت إلي منافذ البيع بأرض المعارض كما قالوا وأعلنوا.. وانتظرت منذ الصباح في طابور طويل لا يتحرك.. ثم انصرفت.. وبعد ساعتين عدت من جديد لعلي أنجح هذه المرة في الحصول علي ثلاث أو أربع تذاكر.. وفشلت من جديد.. فشباك بيع التذاكر مغلق ولا توجد به تذكرة واحدة.. ثم حضرت سيارة قيل إن بها كمية كبيرة من تذاكر المباراة.. ثم اختفت السيارة ولم تظهر تذكرة واحدة.. وسمعت ـ تقول السيدة ـ أن مشاجرة نشبت بين الجمهور علي شراء التذاكر من السوق السوداء أمام منافذ البيع مباشرة.

وتتساءل: هل تتصور أن تذكرة الدرجة الثانية التي يبلغ ثمنها في المباراة النهائية ٨٠ جنيهاً.. يتم بيعها في السوق السوداء بـ٢٠٠ جنيه، وبلغت ٢٥٠ جنيهاً مع بعض الباعة.. والناس مضطرة إلي الشراء تحت ضغط الحاجة.. ورغبتها وإصرار أولادها علي حضور المباراة وتشجيع فريق المنتخب القومي .. لكن هل لك أن تتصور تأثير ذلك علي الشباب.. الذي يريد أن يشارك في حب مصر.. بدافع وطني وبلا أي دوافع أخري.. والذي كانت مشاركته في المباريات السابقة مشرفة.. وصورة لم تعرفها مصر من قبل طوال تاريخها الكروي.

وتتساءل أيضاً: أي قيم نريد توصيلها إلي هذا الشباب. وماذا نريد أن نقول له؟ هل نقول له.. عليك أن تدفع رشوة تزيد أربعة أضعاف القيمة الحقيقية لثمن التذكرة.. لحضور مباراة الختام؟ هل نقول له إن حب الأوطان لا يأتي إلا من خلال الرشوة والسوق السوداء؟
ثم تتساءل: أين ذهبت تذاكر المباراة؟ ومن الذي قام بتسريبها إلي السوق السوداء؟ وأين أجهزة الرقابة والأمن؟ وما مدي مسؤولية اللجنة المنظمة للبطولة؟ وأين اتحاد الكرة من كل هذا؟

إننا عباقرة في إفساد كل شيء جميل.. وانتهازية البعض منا أعلي من صوت الوطنية بداخلنا.. ومع ذلك فقلوب الملايين من المصريين اليوم ـ فيما عدا الذين تاجروا في بيع تذاكر المباراة ـ مع فريق مصر.. تدعو له باستكمال فرحتنا بالفوز بإذن الله.. الذي أتمني ألا يسرقه أحد من المصريين. مثل حرامية السوق السوداء


0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster