20.2.08

في الممنوع 10/3/2006


البيان الذي أصدره صلاح الغمري رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام أمس.. أجلي جانباً من الحقيقة.. لكنه لم يجل كل الحقيقة.. ولا نصفها ولا حتي واحد علي مائة منها

فقط.. نفي سرقة أو اختفاء مستندات وأوراق من مكتبه. كما نفي صدور تعليمات له من جهات أمنية أو سيادية بمنع إبراهيم نافع رئيس مجلس الإدارة السابق من دخول مبني «الأهرام». وأكد الغمري في بيانه أن إخلاء مكتب إبراهيم نافع في «الأهرام».. تم بناء علي طلب من إبراهيم نافع نفسه، وليس بناء علي طلب جهات أخري.

وفي الأسبوعين الماضيين، انتشرت شائعة صدور قرار من صلاح الغمري بمنع إبراهيم نافع من دخول «الأهرام» وبأخذ مكتبه.. كما انتشرت شائعة أخري غريبة تقول إن بعض الجهات المسؤولة في الدولة طلبت من إبراهيم نافع إعادة ١٠٠٠ مليون جنيه في مقابل إنهاء التحقيقات التي تجريها النيابة حالياً ووضع نهاية لها.
ومنذ بداية التحقيقات في شهر يونيو ٢٠٠٥، أي مضي عليها ثمانية شهور حتي الآن، والشائعات لا تتوقف ولا تنتهي.. والله أعلم متي ستنتهي تلك التحقيقات.. هل بعد شهور أم بعد سنوات.. حتي تنجلي الحقيقة حولها.

وربما النقطة الجديرة بالملاحظة والتي تستحق الوقوف أمامها هي.. علاقة الدولة ببعض رموزها ورجالها بعد أن تستغني عنهم وعن خدماتهم.. ولا شك أن إبراهيم نافع كان واحداً من رموز الدولة الكبار.. وكان من اللاعبين الرئيسيين في جهاز الدولة.

فقبل شهر واحد علي حركة التغييرات الصحفية في المؤسسات القومية.. كان نفوذ إبراهيم نافع يمتد إلي جميع مؤسسات الدولة.. وكان يستطيع في أي وقت عن طريق الخط الساخن من مكتبه بـ«الأهرام».. أن يجري اتصالاً برئيس الجمهورية.. وكانت الدولة.. بكبار المسؤولين فيها يعملون له ألف حساب.. وله كلمة مسموعة ونافذة عليهم.. بحكم منصبه.. وبحكم علاقاته.. وبحكم الخدمات والمجاملات التي قدمها لهم.. وقد عرفت ذلك ولمسته عن قرب من خلال عملي النقابي معه وأثناء أزمة القانون ٩٣ لسنة ١٩٩٥، ثم فجأة وبعد أن غادر إبراهيم نافع المنصب

تغيرت معاملة الدولة معه بنسبة ١٨٠ درجة، ويبدو أن الدولة أو بعض أجنحتها مستمتعة بمشاهدة إبراهيم نافع الآن والفرجة عليه.. وأنا لا أتحدث عن مضمون ما يجري من تحقيقات.. ولا عن النتيجة التي ستنتهي إليها.. فالحقيقة يجب أن تظهر كاملة.. ولكنني أتحدث عن تخلي الدولة عن أحد رجالها.. فهي تدافع عن رجالها حتي في الأخطاء والجرائم التي يرتكبونها عندما يكونون في السلطة.. ولا تسمح لأحد مهما كان هذا الأحد بالاقتراب منهم.. لكنها تتنكر لهم وتتخلي عنهم بعد أن يغادروا المنصب.
علاقة إبراهيم نافع بالسلطة وبأجهزة الدولة تقول ذلك بوضوح الآن

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster