16.2.08

في الممنوع 1/12/2005


الكتابة عن حزب الوفد بالنسبة لي هي عذاب ما بعده عذاب.. وكثيراً ما أفكر في الكتابة عنه ثم أتراجع.. لأنني ضعيف أمام الوفد كحزب ليبرالي - أو كان ليبرالياً - وضعيف أمام تاريخه الوطني الكبير.. كحزب قاد حركة النضال الوطني ضد الاحتلال الإنجليزي

وحافظ علي سلامة وتماسك الوحدة الوطنية بين الأقباط والمسلمين.. رافعاً شعار الدين لله والوطن للجميع.. هذه الوحدة الوطنية التي لم يعد لها أي وجود سوي في المناسبات وعلي موائد شهر رمضان فقط


الآن ما الذي تبقي من الوفد بعد الضربات المتلاحقة التي أقصمت ظهره، ونزلت عليه كالصاعقة.. بعد السقوط المدوي في الانتخابات الرئاسية.. والمروع في الانتخابات البرلمانية الحالية.. وبعد العديد من القرارات العشوائية والانفعالية التي تصدر عن قيادات الحزب.. وآخرها استبعاد منير فخري عبدالنور من منصب نائب رئيس الوفد.. لأنه أدلي بحديث تليفزيوني قال فيه أقل ما يمكن أن يقال


لم يتبق من الوفد شيء سوي أطلال وذكري كانت عطرة في قلوب ونفوس الذين أحبوه، وعشقوا تاريخه، واحترموا زعامته


وقبل أن نتهم الحكومة والحزب الوطني وأجهزة الدولة بأنهم جميعاً المسؤولون عما وصل إليه حال الوفد من ضعف وتفكك وتهميش وهوان.. وحال جميع الأحزاب السياسية الأخري.. فالمسؤول الأول والأكبر عما آلت إليه أحوال الوفد هي قيادات الوفد الحالية


الوفد ليس في حاجة إلي من يضربه ويطعنه ويقضي عليه من خارجه.. فالذين يتربعون علي عرشه اليوم يتولون هذه المهمة ويقومون بهذه المسؤولية خير قيام


الحزب الليبرالي يدار بطريقة ديكتاتورية.. والقرارات الصادرة عنه عشوائية ومرتجلة وتصدر لاعتبارات شخصية، وليست من أجل صالح الوفد والصالح العام.. والكثير من القضايا التي يتبناها ويدافع عنها تفوح منها روائح غير مستحبة.. ولن أقول أكثر من ذلك


سياسات حزب الوفد هي المسؤولة عن تهميشه وتشويه صورته في الشارع وأمام الرأي العام وابتعاد الناس عنه.. وأعتقد أن الدولة سعيدة بذلك.. لأنها لو استأجرت أحداً لتدمير الوفد والإساءة إليه.. ما استطاعت أن تعثر علي أشخاص يستطيعون القيام بهذه المهمة بأفضل مما تقوم به قيادات الوفد الحالية


لن أسمي أحداً.. ولن أهاجم أو أنتقد أحداً بالاسم.. لأن كل من بالوفد أو خارجه يعرف من المسؤول عن حالة الانهيار والانحدار والعفن التي أصابت الوفد

إنني أناشد ضمائر الشرفاء في الوفد - وهم كثيرون - أن يتحركوا لإنقاذ الوفد.. ليس من أجل شلح أحد وتنصيب آخر مكانه.. ولكن للدفاع عن الوفد.. الاسم والتاريخ العريق والمكانة.. أو ما تبقي منه.. وهو أصبح قليلا جداً. وأرجو أن تكون هذه هي كلمتي الأخيرة


0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster