18.2.08

في الممنوع 11/2/2006


هي مفاجأة فعلاً كما قالت «الأهرام» في عدد أمس.. أن يعلن الدكتور محمود محيي الدين وزير الاستثمار بعد اجتماع مجلس الوزراء.. أن العبارة «السلام ٩٨» مملوكة لإحدي الشركات الأجنبية «البنمية» التي يديرها المهندس ممدوح إسماعيل لحساب هذه الشركة الأجنبية.
والمفاجأة في أن الحادث مر عليه أكثر من عشرة أيام

ولم يكشف أحد عن هذه الحقيقة.. لا وزير النقل المهندس محمد منصور.. ولا التحقيقات التي تجريها النيابة العامة.. ولا سلطات ميناء البحر الأحمر.. ولا المهندس ممدوح إسماعيل ولا نجله عمر.. بالرغم من ظهورهما في العديد من الحوارات واللقاءات علي شاشة التليفزيون المصري والقنوات الفضائية


لم يقل ممدوح إسماعيل إن العبارة المنكوبة «السلام ٩٨» مملوكة للشركة البنمية وأنها ليست مملوكة له، ولم يقل إنه يمتلك عبارة واحدة هي «السلام ٩١» وأن جميع العبارات الأخري البالغ عددها سبع عشرة عبارة مملوكة للشركة الأجنبية.. وإنما الذي أعلن عن هذه الحقيقة الدكتور محمود محيي الدين بعد أكثر من عشرة أيام علي وقوع الكارثة.
وطبيعي أن إخفاء هذه الحقيقة وهذه المعلومة عن الرأي العام كل هذه المدة.. له ما يبرره.. ثم ظهورها الآن وعقب اجتماع لمجلس الوزراء عقد يوم الأربعاء الماضي.. له ما يبرره أيضاً


هذه الحقيقة تطرح العديد من التساؤلات وعلامات الاستفهام حول امتلاك الشركة البنمية للعبارة «السلام ٩٨» هل تغير من الوضع القانوني والمسؤولية القانونية للمهندس ممدوح إسماعيل أم لا؟ وهل هذا التغيير للتهرب من دفع التعويضات لأهالي الضحايا؟ ثم هل الشركة البنمية مملوكة للمهندس ممدوح إسماعيل نفسه أم أنها مملوكة لآخرين وليس له علاقة بها؟ وهل ظهور هذه المفاجأة سيتبعه ظهور مفاجآت أخري أم أنها ستكون المفاجأة الأولي والأخيرة؟


إن ظهور مفاجأة امتلاك الشركة البنمية للعبارة «السلام ٩٨» يلقي بظلال من الشك بأن هناك من يتلاعب بالقضية ويتلاعب بالتحقيقات التي تجريها النيابة.. ويحاول أن يفرغ التصريحات التي أدلي بها الرئيس حسني مبارك حول كارثة العبارة من مضمونها.. وهي أن أحداً لن يفلت من العقاب.. وأن المسؤول عن ضياع أرواح هذه الضحايا سوف ينال الجزاء الرادع


والمفاجأة الثانية التي أريد إعلانها هي أن هناك معلومات تؤكد أن الشركة البنمية المالكة للعبارة «السلام ٩٨» واسمها «باسفك صن لايت مارين» عنوانها هو نفس عنوان شركة «السلام» التي يمتلكها المهندس ممدوح إسماعيل.. وهو ٣٠ شارع يعقوب أرتين بمصر الجديدة.. وهو عنوان المقر الإداري الرئيسي للشركة


ماذا يعني كل ذلك؟ لن أقول ماذا يعني .. لكن أترك تلك المفاجأة للتحقيقات وللمسؤولين وللرأي العام الذي عليه أن يراقب بنفسه سير التحقيقات أولاً بأول


قال جمال مبارك الأمين العام المساعد للحزب الوطني تعليقا علي حادث العبارة «السلام ٩٨» إن المقصرين لن يفلتوا من العقاب.. بأي حق وبأي سلطة يعلن جمال مبارك ذلك.. إذا كان بصفته الحزبية فهذه الصفة لا تعطيه هذا الحق.. أما إذا كان يعلن ذلك بصفة أخري.. فعليه أن يفصح لنا عن هذه الصفة.. حتي يعرف حدوده ونعرف حدودنا أيضاً؟

!

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster