28.2.08

في الممنوع 11/4/2006

لم تسمح لي الظروف بمشاهدة الحديث الذي أجرته قناة «العربية» مع الرئيس حسني مبارك.. لكنني اطلعت عليه منشوراً في الصحف، والحديث كله من أول سطر فيه وحتي آخر سطر منه، ليس به جديد

لا عبارة جديدة، ولا معني جديد يمكن للمشاهد أو للقارئ أن يخرج به ويستخلصه ولا أن يستفيد منه.

الحديث كله كلام معاد ومكرر، وسبق للرئيس أن أعلن عنه عشرات ومئات المرات، سواء علي مستوي السياسة الخارجية مثل قضية العراق ودارفور والقضية الفلسطينية، أو علي مستوي السياسة الداخلية.
ربما الجديد هو حالة الإحباط التي أصابتنا من قول الرئيس مبارك: إن صدور قانون جديد للإرهاب قد يستغرق سنة ونصف السنة أو سنتين.
ومعني كلام الرئيس، أن حالة الطوارئ سوف تستمر خلال نفس الفترة، والرئيس لا يري مشكلة في ذلك، فالطوارئ معلنة منذ ١٩٢٣ وهي مستمرة حتي اليوم

فما هي المشكلة في أن تستمر عامين قادمين؟
لكن لم يقل لنا الرئيس لماذا يستغرق إعداد قانون جديد للإرهاب عامين؟ وما الذي سيحدث خلال هذين العامين؟

وهل يحتاج إلي ترتيب أوضاع معينة في الدولة تتعلق بمستقبل أو شكل الحكم في البلاد؟
وتستمر حالة الإحباط، فالرئيس يقول: إن مسيرة الحرية شغالة من زمان، وكأن الحرية يمكن أن تعيش في ظل الطوارئ، وأنه لا يوجد تعارض بينهما، أما دليل الرئيس مبارك علي هذه الحرية، فهو وجود ٥٠٠ صحيفة في مصر، تقول كل اللي عايزة تقوله ولم يكلمها أحد.
وما يقوله الرئيس مبارك صحيح إلي حد كبير، فالصحافة تقول ما تريد، لكن الصحيح أيضاً أن الدولة تفعل ما تريد، أي أن الصحافة تؤذن في مالطة


وما يدعو إلي الإحباط أكثر هو قول الرئيس مبارك: إن المادة ٧٦ من الدستور بعد تعديلها أصبح اختيار رئيس الجمهورية بالانتخاب الحر المباشر من الشعب، وأصبح من حق أي واحد أن يرشح نفسه، ولهذا انتهي مبدأ توريث الحكم


لا يا سيدي، لم ينته مبدأ التوريث، وليس من حق أي واحد أن يرشح نفسه علي منصب رئيس الجمهورية، وهذا الحق مقصور فقط علي الأحزاب السياسية التي لها نسبة تمثيل ٥% من مقاعد مجلسي الشعب والشوري والمجالس المحلية، كما أنه مقصور علي الشخص الذي يستطيع الحصول علي توقيعات ٢٥٠ نائباً في تلك المجالس الثلاثة.
والرئيس مبارك يعلم أنه لا يوجد حزب واحد، كما لا يوجد مصري واحد من بين الـ٧٣ مليوناً تتوافر فيه هذه الشروط


إذن حق الترشيح مقصور فقط علي الحزب الوطني وعلي المرشح الذي سيفرضه في الانتخابات الرئاسية التي لن تكون انتخابات وإنما فوز بالتزكية، لأنه سيكون المرشح الوحيد في تلك الانتخابات، وبالتالي فإن مبدأ التوريث لم ينته بعد، ولا يزال قائماً حتي اليوم إذا أردت سيادتك ذلك.
ثم يقول الرئيس مبارك: إن الحزب الوطني يشهد انتخابات من القاعدة إلي القمة ولا توجد تعيينات بداخله.

ولا أعرف من أين أتي الرئيس مبارك بهذا الكلام، فأعضاء الأمانة العامة للحزب الوطني أعلي سلطة في الحزب، كلهم جاءوا بالتعيين والذي أصدر قرار التعيين لهم هو رئيس الحزب الوطني، الذي هو الرئيس مبارك شخصياً، وكذلك جميع المناصب القيادية في الحزب الحاكم تأتي بالتعيين وليس بالانتخاب كما أن وصول جمال مبارك نجل الرئيس إلي منصب الأمين العام المساعد للحزب الوطني جاء بالتعيين أيضاً، فأين هي هذه الانتخابات في الحزب الوطني من القاعدة إلي القمة؟
إن حديث الرئيس مبارك كله يدعو إلي الإحباط، ولا شيء غير الإحباط


0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster