18.2.08

في الممنوع 1/2/2006


بلا مواربة.. وبدون لف أو دوران.. كشف المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول الربط بين الإصلاح الاقتصادي في مصر وبين الإصلاح السياسي.. وتطالب مصر بتلازم المسارين معاً.. وتتمسك بإجراء إصلاحات سياسية علي نظام الحكم في مصر.. قبل توقيع اتفاقية التجارة الحرة معها.. وهو ما ترفضه مصر وترغب في الفصل بين المسارين.. بدعوي أن الإصلاح السياسي شأن داخلي.. لا دخل للولايات المتحدة الأمريكية به .

وقبل القبول أو الرفض المصري للمزاعم الأمريكية.. وهل ما تطالب به الولايات المتحدة يعد بالفعل تدخلاً في شؤوننا الداخلية أم لا؟ علينا أولاً أن نعرف ما الذي تطالب به أمريكا من إصلاحات.. وما هي الخطوات أو الإجراءات التي تطالب بإدخالها علي عملية الإصلاح السياسي في مصر؟ وهل هذه الخطوات تحقق مصلحة مصرية أم لا؟
فمن غير المقنع الحجة التي استخدمها المهندس رشيد محمد رشيد في رفض مصر الربط بين الإصلاحين السياسي والاقتصادي.. فالإصلاح الاقتصادي بمفرده لا يعني عدم تدخل الولايات المتحدة في شؤوننا الداخلية.. فهي عندما وقعت اتفاقية الكويز معنا.. أو عندما توقع اتفاقية التجارة الحرة.. فهي - أي الولايات المتحدة - تفرض شروطها.. وهذه الشروط لها جوانب سياسية لا يمكن إنكارها.. فكيف نتحدث إذن عن إصلاح اقتصادي دون إصلاح سياسي؟ وكيف أن الإصلاح السياسي يعد تدخلاً في شؤوننا الداخلية.. بينما الإصلاح الاقتصادي ليس به مثل هذا التدخل

إن الإصلاحين السياسي والاقتصادي مرتبطان ببعضهما البعض.. ولا يمكن الفصل بينهما.. وكلاهما يعد تدخلاً في شؤوننا.. وهذا أمر طبيعي ولا سبيل إلي إنكاره.. إلا إذا كانت مصر وعلي لسان وزير التجارة والصناعة تريد التهرب من دفع فاتورة الإصلاح السياسي ومن القيام بتلك الإصلاحات والتعهدات التي لا نعرف ما هي أمام الإدارة الأمريكية.
هذا هو بيت القصيد في الأمر.. وليس للتدخل في شؤوننا الداخلية أي دخل بذلك


نعم إن الولايات المتحدة الأمريكية لها أجندتها الخاصة من وراء المطالبة بالإصلاح السياسي في مصر.. التي قد تختلف في بعض بنودها مع أجندة الإصلاح المصرية.. لكنني لا أتصور أن الأجندة المصرية تتعارض كُلياً مع الأجندة الأمريكية.. فضلاً عن أننا لا نعرف ما هي الأجندة المصرية.. ولا نعرف كشعب مصري ما هي الأجندة الأمريكية.
إن ما أستطيع فهمه من رفض الحكومة المصرية الربط بين الإصلاحين الاقتصادي والسياسي علي حسب الرغبة الأمريكية هو أن مصر تريد إغلاق باب الإصلاح السياسي.. وأن هناك أجندة خفية وغير معلنة تريد الحكومة أو الحزب الوطني أو أمانة السياسات فرضها علي الشعب المصري.. ولا أري سبباً آخر وراء هذا الرفض.. وانسوا حكاية التدخل في شؤوننا الداخلية.. لأن التدخل قائم ومستمر ولن يتوقف


لقطة ذكية نبهتني إليها قارئة حول جمهور الدورة الأفريقية لكرة القدم.. هي الصورة الحضارية التي ظهر عليها الشباب المصري من الجنسين وطريقة التشجيع الراقي في المدرجات التي لم نألفها من قبل.
وتساءلت القارئة: تُري لماذا لا نري هذا الشباب يشارك في الأحداث السياسية التي تمر بها البلاد.. ولا يعبر عن رأيه في الانتخابات.. ولا يشارك في العمل الحزبي


قلت: لأنه يفتقد القدوة في كل هذه الأشياء.. ولا يصدق كلمة واحدة عن الإصلاح السياسي الذي نتحدث عنه.. ولأنه وجد تنظيماً وعملاً مدروساً في الإعداد للدورة الأفريقية.. ولذلك انفعل وشارك.. وكان هو بطل هذه الدورة.. والفضل لابد أن ينسب أيضاً إلي الدكتور ممدوح البلتاجي وزير الشباب السابق


0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster