16.2.08

في الممنوع 13/12/2005

بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية الحالية، كل مواطن سأل نفسه: متي تجري في مصر انتخابات حرة ونزيهة فعلا؟ والسؤال الأهم في تقديري هو.. كيف تجري انتخابات حرة ونزيهة؟
هناك ثلاث طرق لذلك:

الأولي: أن تتوافر الإرادة السياسية لإجراء انتخابات نظيفة.. وهي لم تتوافر في الانتخابات الأخيرة.. وفي حالة توافرها.. لن يكون هناك فرق بين أن تشرف عليها وزارة الداخلية أو تشرف عليها لجنة عليا برئاسة وزير العدل.
الثانية: أن يشرف القضاء إشرافا حقيقيا وكاملا علي الانتخابات.. وهذا لن يتحقق سوي بصدور قانون يحقق استقلال القضاء، ويبعد كل سلطة لوزير العدل للتدخل في شؤون القضاء.. وكذلك إلغاء لجنة الرجل «البركة» وزير العدل، وأن الكلمة الأولي والأخيرة في الانتخابات لرجال القضاء وليس لوزير العدل أو للسلطة التنفيذية.

أما الطريقة الثالثة: فهي طريقة حمدين صباحي، وقد يستغرب البعض.. ما هي هذه الطريقة؟ وهل أصبح لحمدين صباحي طريقة في الانتخابات.. كالحامدية الشاذلية مثلا في الطرق الصوفية؟

الإجابة هي «نعم»، ففي الجولة الأولي من انتخابات المرحلة الثالثة التي أجريت في دائرة «بلطيم» بمحافظة كفر الشيخ.. سقط أول قتيل فيها، بسبب العنف الذي مورس ضد أنصار حمدين صباحي، ودارت معارك في الشوارع والأزقة، وعلي حد وصف والد القتيل الشاب، كانت حربا أشبه بما يدور في العراق.

ثم فكر نائب السفير البريطاني في القاهرة لسبب أو لآخر أن يراقب انتخابات دائرة حمدين صباحي.. وسافر إلي «بلطيم» قبل الانتخابات بيوم، ومنذ الصباح الباكر استقل سيارته وبدأ يجوب شوارع مدينة «بلطيم» ويمر علي اللجان الانتخابية واحدة وراء الأخري.

هنا قررت الحكومة تخفيف قبضتها عن هذه الدائرة، وبدأت لعبة القط والفأر بين نائب السفير البريطاني وبين قوات الشرطة.
قوات الشرطة تطوق العديد من اللجان الانتخابية، وقبل أن يصل نائب السفير البريطاني إلي إحدي اللجان تختفي قوات الشرطة التي كانت تمنع المواطنين منذ دقائق من دخول اللجان ومن الإدلاء بأصواتهم.

والمواطنون يشيرون إلي نائب السفير بأن اللجنة الفلانية مغلقة وقوات الأمن تحاصرها، فيسارع نائب السفير بالذهاب إليها، وقبل وصوله تختفي الشرطة، وهكذا استطاع أنصار حمدين صباحي الإدلاء بأصواتهم، وهكذا تمكن من النجاح بفضل تواجد نائب السفير البريطاني في دائرته الانتخابية.
أي أن المخطط كان هو إسقاط حمدين صباحي.. بدليل العنف الذي مورس ضده في الجولة الأولي، ثم اختفي هذا العنف بسبب إشراف نائب السفير البريطاني علي انتخابات الإعادة، دون أن يطلب منه أحد ذلك، ودون أن يطلب منه أحد عدم الذهاب أيضا

إذن طريقة حمدين صباحي هي الحل؟ هي الحل لعدم تزوير الانتخابات.. وعدم تزييف إرادة الناخبين، والحل لإجراء انتخابات حرة ونزيهة.
ويبقي السؤال: كيف يتوافر العدد الكافي من الدبلوماسيين الأجانب للإشراف علي جميع الدوائر علي مستوي الجمهورية؟
نعم.. حمدين صباحي هو الحل


0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster