20.2.08

في الممنوع 1/3/2006


علي غير العادة من كل سنة.. تأخر الحديث عن الزيارة المرتقبة التي يقوم بها الرئيس حسني مبارك إلي الولايات المتحدة الأمريكية كل عام في أواخر شهر مارس أو أوائل شهر أبريل، مع أننا اقتربنا من بداية شهر مارس بالفعل، وهي الزيارة التي ألغيت لأول مرة في العام الماضي، وتم استبدالها بزيارة الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء إلي واشنطن


وحدث لغط كثير، وتفسيرات عديدة مختلفة ومتضاربة حول الزيارة، هل ألغيت أم أجلت؟ أم لم تتقرر منذ البداية؟
هذا العام، وتفاديا لأي سوء فهم أو حدوث لغط جديد.. فالتحفظ حول الزيارة وإحاطتها بالكتمان والسرية هو سيد الموقف، ربما حتي لا يقال مثلما قيل في العام الماضي إنها كانت مقررة ثم ألغيت، أو أن يقال إنها مرتبطة بشرط الإصلاح السياسي الذي ترغب الولايات المتحدة الأمريكية في إدخاله علي نظام الحكم في مصر وفق الأجندة والأولويات الأمريكية


والمعروف أن الإدارة الأمريكية عارضت تأجيل انتخابات المجالس المحلية في مصر لمدة عامين، كما أنها أرجأت التوقيع علي اتفاقية التجارة الحرة مع مصر لمدة أربع سنوات علي الأقل، وتحاول حاليا استخدام سلاح المعونة العسكرية في الضغط علي مصر لتحقيق إصلاحات سياسية


ومصر تعارض هذه الضغوط وترفض الربط بين الإصلاح السياسي والإصلاح الاقتصادي، كما أعلن المهندس رشيد محمد رشيد وزير الصناعة من قبل، وتعتبر مصر الضغط عليها من أجل إدخال إصلاحات سياسية نوعاً من التدخل المباشر في شؤونها الداخلية، بينما لا تعتبر الإصلاح السياسي وتوقيع اتفاقيات الكويز والتجارة الحرة، تدخلاً في الشأن المصري


وأمريكا من ناحيتها فقدت غالبية أوراق الضغط التي في يدها علي مصر، إلا فيما عدا ورقة المعونة العسكرية، التي من المنتظر أن تستخدمها في الشهور المقبلة لمحاولة فرض أجندتها للإصلاح السياسي.
لكن المعونة الاقتصادية فقدت قيمتها وتأثيرها، لأنها تقلصت عن الـ٦٠٠ مليون دولار، كما أنها تتناقص سنوياً، ومن المنتظر أن تتوقف تماماً خلال سنوات قليلة، والمشكلة بالنسبة للحكومة المصرية هي في المعونة العسكرية، وتحديداً في الجزء المخصص منها للصرف علي قطع غيار السلاح الأمريكي الذي يتم توريده إلي مصر


إلي أي مدي سوف تستجيب الحكومة المصرية لتلك الضغوط، وإلي أي مدي هي قادرة علي امتصاصها والتعامل معها، هذا يتوقف علي المدي الذي ترغب الولايات المتحدة مواصلة الضغط فيه علي مصر


وكل المؤشرات تقول إن زيارة الرئيس حسني مبارك لن تتم هذا العام، فاحتمالات التأجيل أكبر بكثير من احتمالات إتمامها، إلا إذا حدثت تطورات فجائية وليست في الحسبان، والمرجح أن يقوم بها رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف، نيابة عن الرئيس مبارك مثلما حدث في العام الماضي

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster