20.2.08

في الممنوع 13/3/2006

أكبر هدف استطاع نظام الحكم الحالي تحقيقه علي مدي الخمس والعشرين سنة الماضية، هو أنه قتل ـ بقصد أو بدون قصد ـ كل روح وكل شيء حي وكل أمل.. يتحرك بداخلنا.

نجح نظام الحكم بامتياز مع مرتبة الشرف الأولي، في تحقيق هذا الهدف.
تتبع مسيرة أي شخص له بصمة أو إنجاز ما.. في أي مجال من المجالات.. ثم انظر كيف انتهي به الحال.. ستجد أنه تحول إلي مواطن سلبي وغير صالح.. ولا قيمة له.. وبلا إنجاز.. وكل هدفه في الحياة أن يبتعد عن الناس.. ويتركوه في حاله.. ولا يريد أن يزعجه أحد.. ومن ثم يرحل في هدوء.

حكي لي صديق.. كيف أنه اتصل بمسؤول كبير سابق.. اسمه مثل الطبل.. وكانت له شنة ورنة.. وهيبة وهيلمان.. وطلب منه أن يساهم بدور معنوي في افتتاح نشاط اجتماعي.. ليس له علاقة بالعمل السياسي.. فماذا قال المسؤول الكبير السابق له؟ قال: أرجوك، اتركوني في حالي، لا أريد أن أشارك في أي شيء.. ثم أغلق سماعة التليفون علي محدثه.
هذا المسؤول ليس حالة استثنائية.. وحاله هو حال كثير من المصريين الذين لديهم القدرة علي العطاء.. ولديهم رصيد كبير من حب الناس.. لكن مع الوقت ومن كثرة ابتعاد الأضواء عنهم

واختيارهم هذا المنفي الإجباري أو الاختياري.. وتجاهلهم تماماً.. أصيبوا بالاكتئاب.. بعد أن ألقي بهم في سلة المهملات.. وأصبحوا في انتظار ملك الموت.. فالحياة بالنسبة لهم هي الموت بعينه.
وما ينطبق علي الأفراد.. ينطبق أيضاً علي الأشياء، وعلي الأفكار والمواقف والقضايا.. وعلي كل شيء.

انظر إلي أي قضية أثيرت في الآونة الأخيرة.. أو حتي علي مدي الـ٢٥ سنة الماضية.. وكيف تعامل معها نظام الحكم.. ستجد أننا ندور في حلقة مفرغة.. وأن المشاكل باقية، ونحن الزائلون.. وستكتشف أننا ننشط ونتحمس فجأة عند مناقشة أي قضية أو موضوع ما.. ثم نهبط فجأة، و«ننزل علي فشوش» كما يقولون.

حاول أن تستخلص حجم الإنجاز الذي تحقق في قضايا التعليم.. أو في الإصلاح السياسي أو في فلسفة الإعلام المصري.. ستجد أن كل شيء باق علي حاله.. وهناك من يدافع عن عدم تغيير الدستور.. وعن الصحافة القومية.. وعن نسبة العمال والفلاحين في البرلمان.
والشعب المصري في كل هذا يجلس علي مقاعد المتفرجين.. لا يشارك.. ولا يتخذ موقفاً.. وصابر علي البلاء.

الشعب نفسه مات أو في طريقه إلي الموت.. فقد يتحمس قليلاً.. ثم يعود إلي طبيعته.. إلي السكينة وإلي مقاعد المتفرجين.
بامتياز، نجح نظام الحكم الحالي في تعليم الشعب فلسفة «اليوجا».. وأصبح من أعظم شعوب الأرض في تعلم وممارسة «الصبر»، الذي تحول إلي مرض يجب التخلص منه

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster