20.2.08

في الممنوع 1/4/2006


وجهة نظر أخري تخالف الرسائل التي وصلتني وقمت بنشرها، والتي تؤيد وجهة نظر قداسة البابا شنودة حول رفضه تنفيذ الحكم القضائي الذي طالب الكنيسة بالتصريح للمسيحي المطلق بالزواج مرة ثانية:
السيد ...
كم أسعد هذا الحكم عشرات الآلاف، الذين سوف ينتقلون به من مرحلة الانكسار إلي مرحلة الانتصار، فمن المعروف أن هناك الآلاف من حالات الطلاق المعروضة علي المجلس الإكليركي، لكي يتخذ فيها حلاً، وهذه الحالات في ازدياد مستمر يوماً بعد يوم، وعاماً وراء عام، وللأسف يرفض هذا المجلس إيجاد حلول للكثير من المعذبين الذين شقوا كثيراً بين أروقة المحاكم المختلفة للحصول علي الطلاق، وبعد أن أنصفتهم المحكمة بالحصول علي الطلاق المدني، لجأوا إلي الكنيسة لكي يحصلوا علي تصريح بالزواج الثاني الذي يتيح لهم بداية حياة جديدة مع شريك آخر قادر علي تحمل متاعب الحياة ومصاعبها ويعوضهم عن بؤسهم وشقائهم خلال الفترة الأولي من حياتهم والتي نتجت عن سوء اختيارهم لشريك الحياة، ولكنهم فوجئوا بموقف الكنيسة المتشدد منه، وبدلاً من أن تكون ملاذا تحتضنهم وتأخذ بأيديهم، ليعبروا طريق اليأس والآلام، أصبحت خصماً تقف ضدهم، وتمادت في تعسفها معهم برفضها إعطاءهم تصريحاً بالزواج، وهي بذلك تعاقبهم وتدفعهم بأسلوب غير مباشر إلي ارتكاب الخطايا، حيث يلجأ بعض منهم - وهم معظمهم من الشباب ذات المراحل العمرية الصغيرة التي لا تتجاوز فيها الثلاثين أو الأربعين عاماً - إلي العلاقات الخاطئة وارتكاب الآثام، التي ينهي عنها الله سبحانه وتعالي، فهل هذا هو ما تريده الكنيسة منهم أم أنها من المفروض عليها ومن واجباتها الأساسية أن تقف بجوارهم وتزرع في نفوسهم الرجاء والفضيلة، بدلاً من أن تدفعهم إلي الهاوية؟


إنني لا أدري لماذا لا تلتزم الكنيسة بتطبيق لائحة الأقباط الأرثوذكس، التي وضعتها الكنيسة بنفسها عام ١٩٣٨ بمعرفة الآباء الموقرين، والتي تأخذ بها محاكم الأحوال الشخصية المدنية إلي الآن؟ وأتساءل: هل رجال الدين هذه الأيام - ونحن في القرن الواحد والعشرين - أقل استنارة من آبائنا عام ١٩٣٨، الذين تفهموا نصوص الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، ووضعوا هذه اللائحة التي لا أدري ما موقف الكنيسة منها الآن؟


إنني وبعد صدور هذا الحكم التاريخي لصالح أحد المواطنين المسيحيين المطلقين، أرجو أن تشمل الكنيسة هؤلاء بعين العطف والذين تألموا سنوات طويلة قضوها في عذابات وهموم وضاعت منهم أجمل سنوات العمر حتي تسني لهم الحصول علي الطلاق.
كلي رجاء في إعادة النظر في مواقف الكنيسة الجامدة، الخالية من المرونة والتي لم تعد توافق زمننا الصعب المليء بالمتغيرات والمؤثرات.

يا قادة الكنيسة، رفقاً بأبنائكم، كونوا لهم بر الأمان ودرع الفضيلة، ولا تكونوا بر الهلاك وسيف الخطيئة.. كونوا لهم الراعي.. ولا تكونوا الجلادين.

التوقيع: أشرف عبدالمسيح جرجس - مهندس زراعي - المنصورة

ربما لا توجد قوة علي وجه الأرض تستطيع إجبار قداسة البابا شنودة علي تنفيذ هذا الحكم القضائي، لكن ربما صرخات الآلاف من أبناء الكنيسة تدفع الكنيسة وقياداتها إلي مراجعة موقفها.. فالقضية ليست عناداً.. ومنتصراً فيها ومهزوماً


0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster