20.2.08

في الممنوع 16/3/2006


بعد ما حدث في سجن أريحا.. من انسحاب المراقبين الأمريكيين والبريطانيين.. ثم اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلية السجن، وإلقاء القبض علي «أحمد سعدات» الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وبعض من رفاقه داخل السجن.. ونقلهم إلي مكان مجهول.. بعد ما

حدث.. من حق منظمة حماس الفلسطينية التي تتولي السلطة الآن، أن تسأل كل من طالبها بالاعتدال في سياساتها وفي مواقفها.. وطالبها بالاعتراف مقدماً بإسرائيل: هل لايزال هؤلاء ـ وفي مقدمتهم مصر ـ عند موقفهم ورأيهم؟


كما من حق الشعب الفلسطيني أن يسأل القادة العرب وقادة حماس معاً: ما الذي جناه منذ فوز حماس بالأغلبية في المجلس التشريعي وتوليها السلطة؟


إن إسرائيل تصعّد من عملياتها العسكرية ضد المقاومة الفلسطينية، وتقوم بتصفية كوادرها منذ قدوم حماس إلي السلطة.. حتي جاءت العملية الكبري وهي اقتحام سجن أريحا، التي كشفت عن تخلي كل من الإدارة الأمريكية والحكومة البريطانية عن الاتفاقيات التي أبرمت مع الفلسطينيين.. بنشر مراقبين حول سجن أريحا.. المحاصر بداخله أحمد سعدات.. المتهم من سلطات الاحتلال الإسرائيلي باغتيال وزير السياحة.. في أعقاب اغتيال إسرائيل زعيم الجبهة الشعبية أبوعلي مصطفي.
ما الذي ستقوله الحكومات والعواصم العربية للسلطة الفلسطينية ولمنظمة حماس؟ وما الذي سيفعله قادة حماس في مواجهة هذا التصعيد الإسرائيلي؟


هل ستقول الحكومات العربية لهم: التزموا الصمت وضبط النفس، ولا تتورطوا في الرد علي إسرائيل؟ هل سيطالبون حماس بالتخلي عن شرعيتها والتنازل عن أغلبيتها في المجلس التشريعي؟
إن قادة حماس يقولون إنهم لن يعترفوا بإسرائيل، ولن يتنازلوا عن سلاح وخيار المقاومة.. إلا بعد تحرير فلسطين.

الآن.. كشفت الأوضاع عن عجز حماس عن فعل شيء.. حتي ردود الفعل التي كانت تتبناها السلطة الفلسطينية بقيادة فتح.. تتردد حماس في اتخاذها.. وهي تظهر الآن في صورة العاجز عن فعل شيء.. خشية اتهامها بأنها منظمة إرهابية لا تريد السلام، وعاجزة عن تحمل مسؤوليتها.

منذ أن وصلت حماس إلي السلطة، نحن نقول إنها في مواجهة موقف صعب ومعقد، وأن أمامها تحديات كبيرة قد تكون عاجزة عن التعامل معها.
الآن ثبت أن الموقف أصعب مما تصورنا، وأن استمراره يضر بالقضية الفلسطينية وبمصالح الشعب الفلسطيني.

ليس أمام حماس سوي واحد من خيارين:
الأول هو التراجع عن جميع مواقفها السابقة، التي كانت ترفعها عندما كانت في المعارضة.. وهذا مستحيل، لأنه يعني القضاء علي حماس.
والثاني هو تخلي حماس عن السلطة والعودة إلي المقاومة وحمل السلاح.
وفي اعتقادي أن طلب القاهرة وعدد من العواصم العربية إعطاء حماس الفرصة لإثبات قدرتها علي تحمل السلام، والاعتراف بشرعيتها.. لن يجدي ولن يسفر عن شيء

والزيارة التي يقوم بها الآن عمر سليمان إلي إسرائيل.. تضع مصر في موقف محرج أكثر.. لأن إسرائيل لا تلتزم بكلمة ولا تفي بوعد.. وأخشي أن أقول إن الموقف كله أكبر من قمة الخرطوم العربية القادمة.. نهاية مارس الجاري


0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster