28.2.08

في الممنوع 16/4/2006


هل انعقدت القمة العربية في الخرطوم نهاية الشهر الماضي؟
قد يستغرب القارئ لهذا السؤال.. فالإجابة هي «نعم»، وهل لا أحد يعرف أنها عقدت يومي ٢٨ و٢٩ مارس الماضي؟


أنت وأنا نعرف أنها عقدت، لكن ليتها لم تعقد، فانعقادها والعدم سواء، ففي أعقاب هذه القمة، وعقب الإعلان عن تشكيل الحكومة الفلسطينية برئاسة إسماعيل هنية أحد قادة حماس البارزين، والضربات تتوالي علي الشعب الفلسطيني، الذي تتم معاقبته علي التصويت لصالح حماس في الانتخابات التشريعية.

حصار اقتصادي إسرائيلي وصفه وزير الاقتصاد الفلسطيني بأنه سوف يؤدي إلي انهيار الاقتصاد تماماً إذا استمر عدة شهور قليلة، وصاحب هذا الحصار قيام مجموعات مسلحة من كتائب شهداء الأقصي، التابعة لحركة فتح باقتحام مبني مجلس الوزراء الفلسطيني وفرض سيطرتها عليه، بسبب عجز الحكومة عن تدبير رواتبهم بعد توقف الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي عن تقديم المساعدات إلي الحكومة الفلسطينية الجديدة، وهو وضع ينذر بعواقب وخيمة، وقد ينتج عنه انشغال الفصائل الفلسطينية بالقتال فيما بينها، عن الانشغال بالقضية الفلسطينية نفسها


ويتزامن مع الحصار الاقتصادي الإسرائيلي والأمريكي والأوروبي، توجيه ضربات مستمرة إلي ما تبقي من السلطة الفلسطينية والإجهاز عليها، وتصفية كوادر الفصائل.
كل هذا التصعيد ضد الفلسطينيين، بينما ردود الفعل العربية تأتي خائبة وليست علي مستوي ما يجري من تدمير للبنية الفلسطينية ولمؤسسات السلطة.

رد الفعل العربي الوحيد الذي ظهر هو في فتح حساب باسم الجامعة العربية في أحد البنوك، لتقديم المساعدات إلي الشعب الفلسطيني.

هل هذا هو الدعم الذي تقدمه قمة الخرطوم العربية إلي الفلسطينيين؟ لماذا الصمت العربي تجاه ما يحدث لهم من تجويع وحصار سياسي واقتصادي وعسكري؟ وهل تخشي الأنظمة والحكومات العربية من الإعلان عن تقديم المساعدات إلي السلطة الفلسطينية، أن تغضب الإدارة الأمريكية أو أن تتهم بمساندة ودعم حماس؟


إن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسي، لا يتأخر ولا يتواني عن المشاركة وحضور ندوة في الدوحة أو في بيروت أو في أي مكان في العالم، فهل ما يتعرض له الفلسطينيون لا يستدعي منه أن يستقل طائرته للمرور بها علي العواصم العربية، لحثها علي تقديم العون والمساعدات للشعب الفلسطيني، وإذا لم تتجاوب العواصم العربية مع دعوته، فما هو المبرر للبقاء في منصبه؟ بل ما الذي تبقي من هذا المنصب أصلاً؟


أغرب تعليق سمعته عن حادث الاعتداء علي كنائس الإسكندرية بعد اتهام وزارة الداخلية للشاب الذي نسبت إليه ارتكاب هذه الجريمة، بأنه مختل عقلياً هو: لماذا لا يتم الكشف أيضاً عن المسؤول في وزارة الداخلية الذي أصدر هذا البيان لمعرفة سلامة قواه العقلية، والذي سبق له اتهام مختل عقلياً بالتخطيط والتنفيذ لجريمة بني مزار في الصعيد؟


0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster