20.2.08

في الممنوع 17/3/2006

تشير دراسات حديثة.. علي عكس الأرقام والإحصائيات التي تعلنها وزارة البترول.. إلي أن البترول سينضب من مصر بعد ٧ سنوات.. إذا استمرت معدلات الاستهلاك والتصدير الحالية.. كما تشير إلي أن احتياطي الغاز سينضب هو الآخر بعد ١٦ سنة.


ما معني ذلك؟ معناه أن الدولة بجميع أجهزتها ولا أقول الحكومة ـ لأنها غير دارية بخطورة ما يحدث ـ عليها أن تفكر في هذا الأمر بجدية وأن تعطي له الاهتمام الكافي، وأن تبحث من الآن عن مصادر بديلة للطاقة.. تعوض العجز الذي سينتج عن نقص طاقة البترول والغاز.
والبدائل معروفة.. إما محطات كهرباء جديدة.. وإما محطات الطاقة النووية.

أما مصادر الطاقة المائية فهي ثابتة عند الحدود المتوفرة منها الآن ولا يمكن زيادتها.. وهي الناتجة عن السد العالي.

ويجب علينا التحرك من الآن.. حتي لانفاجأ بعجز رهيب في الطاقة بعد عشر سنوات.. ستكون له آثاره الكبيرة علي الصناعة وعلي شتي مناحي الحياة في مصر.

هذا مع إدراك حقيقة الجريمة التي ترتكب في حق الأجيال القادمة وهي التوسع في سياسة تصدير الغاز منذ اكتشافه في منتصف السبعينيات من القرن الماضي.. وهي سياسة خاطئة تماما.. لأنها تفرط في هذه السلعة الاستراتيجية المهمة.. ولا تحسن استخدامها.. وهو الأمر الذي أدركته دولة قطر مؤخرا ـ ثاني أكبر دولة في العالم لديها مخزون من الغاز ـ وقررت عدم التوسع في سياسة تصدير الغاز.. وتبنت سياسة جديدة هي الدعوة إلي إنشاء صناعات عملاقة تقوم علي الغاز.. بما لذلك من قدرة علي جذب استثمارات عالمية ضخمة.. تنتج عنها نهضة صناعية كبري.. تعود بالفائدة علي الأجيال الحالية وعلي الأجيال القادمة.

وفي حوار أجرته «المصري اليوم» مع عالم الجولوجيا الكبير الدكتور رشدي سعيد.. نبه إلي أن إيطاليا اكتشفت الغاز في نفس التوقيت مع مصر.. لكنها امتنعت عن سياسة تصدير الغاز والتخلص منه بالبيع.. وأقامت صناعة كبري عليه.. وحافظت علي مخزونها من الغاز.. بينما مصر توسعت في سياسة البيع لكل من يريد الشراء.

إننا اليوم مطالبون بالتوقف فوراً عن سياسة تصدير الغاز حتي ولو جاءت متأخرة.. والتي تنبهت لخطورتها إيطاليا منذ ٣٠ عاما.. وتنبهت لها قطر مؤخرا.

إن استمرار سياسة بيع الغاز بالمعدلات الحالية.. يكشف عن قصور في الرؤية وعن غياب هدف استراتيجي يمكن أن يخدم الأجيال القادمة.. فضلا عن أنه يكشف عن أن الدولة حاليا.. لا تفكر سوي في تسيير شؤونها يوما بيوم.. ولا تفكر في أبعد من ذلك.. وهذه السياسة سوف تجني ثمارها الأجيال القادمة.. وسوف تدفع بمصر إلي الوراء مائة سنة.. ولن تدخل بها إلي المستقبل.. وهو الشعار الذي رفعه الحزب الوطني في حملة الرئيس مبارك الانتخابية


0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster