28.2.08

في الممنوع 17/4/2006

أصابتني الدهشة بعد سماعي لمحافظ الإسكندرية اللواء عبدالسلام المحجوب.. الذي علق للتليفزيون المصري علي أحداث الإسكندرية الأخيرة.. فهو حكي في بساطة مفرطة.. كيف قام المتهم بارتكاب جريمته.. وكيف انتقل من كنيسة إلي أخري، وكيف كان حاملاً السيوف في يديه، وكيف كان يسير في الشوارع، مستقلاً عربات الترام.. وكيف وكيف؟


وما قاله اللواء المحجوب - إذا كان صحيحاً - يدين أجهزة الأمن ويتهمها بالإهمال والتقاعس.. في حين أنه يصفها، وفي نفس التصريحات، باليقظة وقيامها بأداء دورها علي أكمل وجه.
ثم قال اللواء المحجوب، وهذه هي السقطة التي وقع فيها، وتقديري أنها ساهمت في إثارة مشاعر الغضب لدي الأخوة الأقباط.. إن المواطن القبطي لم يمت بسبب طعنة السكين التي تلقاها.. إنما بسبب كبر سنه، وأن الوفاة عادية وطبيعية.

والمحافظ أول من يعلم أن الوفاة لم تكن طبيعية، وأن طعنة السكين هي التي أجهزت علي هذا المواطن.
والسقطة الأكبر أن المحافظ لا يعترف بخطئه.. وينفي في تصريحات له علي شاشة قناة «أوربت»، في برنامج «القاهرة اليوم» مساء أمس الأول، أنه لم يصدر عنه هذا الكلام، وأنه يطلب من يدعي عليه ذلك أن يسلمه الشريط الذي يثبت صحة الواقعة.

والمسألة ليست في حاجة إلي دليل، ولا إلي شريط ولا إلي إثبات.. لأن الملايين من المشاهدين، وأنا واحد منهم، استمعوا إلي حديث اللواء المحجوب للتليفزيون المصري.. وتكرر هذا في عدة نشرات إخبارية.. وأنا شخصياً أتهمه بأنه تسبب في إثارة ردود الفعل الغاضبة، التي صدرت من الأخوة الأقباط في اليوم التالي، التي ظهرت في جنازة المواطن القبطي المتوفي.

هذه السقطة تستوجب من اللواء المحجوب أن يستقيل.. وإذا لم يقدمها، فواجب الدولة أن تحاسبه علي ذلك، وأن تقيله من منصبه.. وإذا لم يفعل المحافظ ما يمليه عليه ضميره، وإذا لم تقم الدولة بواجبها وتتحمل مسؤولياتها.. وتتخلي عن سياسة ترك هذا الملف الشائك لمعالجة أجهزة الأمن، التي ثبت قصورها وعجزها.. فلن أستغرب من أن تتكرر مثل هذه الأحداث بصورة أكبر، وبردود فعل أكبر.. والخاسر هو الوطن، والمستفيد نظام الحكم، الذي يرغب في تمديد حالة الطوارئ.. وأحداث الإسكندرية تقدم له المبرر لذلك.

وحسابات السياسة تقول: إن محافظ الإسكندرية عليه أن يستقيل فوراً
ومن اللواء طيار متقاعد محمد عكاشة تلقيت هذه الرسالة:
أتابع ما تكتبه، وأري أنك لمست قضايا عديدة ومتنوعة تبغي منها صالح مصر، البلد الذي أصبح ضائعاً ومستباحاً.. لكن.. كتاباتك كلها تتجه إلي أن تكشف وتعري النظام، وأوجه القصور في أدائه، وكذا الفساد ومدي انتشاره وتوحشه في كل المواقع، وعلي كل المستويات.. مرات ومرات عديدة، وأنت وجميع الأقلام المخلصة تردد نفس الكلمات.. فساد الإدارة.. غياب القوانين.. تزوير إرادة الشعب.. توريث الحكم.. نهب ثروات مصر.... إلخ

ورغم كل ما تكتبونه بإخلاص وحس وطني صميم.. لا حياة لمن تنادي.. بل العكس ما يحدث، والظلم يزداد، والفساد يتوحش، والإهمال والتسيب يتفشي.. وكان من نتيجة هذا مع أسباب أخري. أن الإنسان المصري دخل في حالة من الإحباط والانزواء والسلبية المتناهية.. فأنتم لا تقولون لهذا الإنسان ماذا يفعل لكي يقاوم هذا الظلم وهذا الفساد.. لا تقولون له ماذا يفعل حتي يصبح له رأي فاعل.. لهذا أقترح عليكم مراحل متدرجة لاستنفار هذا الشعب، حتي يتعود علي اتخاذ موقف ضد أي شيء في غير مصلحته.. وبداية أدعو إلي تبني أن نقوم جميعاً في كل مصر بإطفاء الأنوار يوم ٢٥ مايو ٢٠٠٦ من الساعة التاسعة حتي العاشرة مساء.. لكي نعبر عن أن مصر يسودها الظلام، وأن عقولنا أصبحت مظلمة لا تعرف لها طريق.. وأرجو ألا تقول لي إن هناك طلاباً يستذكرون ومرضي ومحالاً تعمل... إلخ، فهذا أقل ثمن لابد أن نتحمله حتي تصحو مصرنا من الغيبوبة.. وإذا لم نبدأ هذه الخطوة فقل علي مصر السلام.. وأوص حفيدك أن يفعلها.

التوقيع
لواء طيار متقاعد محمد عكاشة

لا أعرف لماذا اختار يوم ٢٥ مايو المقبل.. ولم يختر يوم ٤ مايو مثلاً؟.. أو أي يوم آخر؟.. لكنني أعتقد أن الفكرة جيدة.. وأقترح علي حركة «كفاية» وقوي المجتمع المدني أن تتبناها.. فالفكرة قوية، وتنفيذها سهل ومبتكر

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster