17.2.08

فى الممنوع 18/1/2006


في لندن بدأت أمس الأول، الدول الخمس الكبري دائمة العضوية في مجلس الأمن.. بحث إحالة الملف النووي الإيراني إلي مجلس الأمن.. تمهيداً لتوقيع عقوبات ضد إيران لتمسكها بحقها في تخصيب اليورانيوم لصنع قنبلتها النووية

والبعض قد يعجب بالموقف الإيراني ويصفه بالشجاعة.. والبعض الآخر قد يصفه بالتهور والتسرع والدخول في منطقة الحسابات الخاطئة.
العدل يقول إن من حق إيران امتلاك السلاح النووي.. والذي أصبح قاب قوسين أو أدني بالنسبة لها.. لكن السؤال: هل تسمح الدول الكبري لها بذلك؟ أي هل ستمكنها من مواصلة تجاربها لتخصيب اليورانيوم وصنع القنبلة الذرية؟

ومن السذاجة الدفاع عن الموقف الإيراني.. والقول إنها سوف تستخدم اليورانيوم المخصب في الأغراض السلمية.. وإنه لا توجد دلائل تشير إلي قيامها باستخدامه في الأغراض العسكرية.

وموقف الدول الكبري أصبح شديد الحساسية تجاه إيران.. وصبرها نفد كما تقول كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية.. والتي صرحت بأن إيران تجاوزت الخطوط الحمراء ولا يمكن السكوت عليها.
وحتي روسيا التي تساعد إيران في ملفها النووي وتقدم لها المشورة والمساعدة.. تراجعت عن موقفها تدريجياً.. وتهدد إيران بشكل غير مباشر بوقف مساعداتها لها.. وفي نفس الوقت ترفض توقيع عقوبات ضد إيران في الوقت الحالي.. وتطالب بحل سلمي وسياسي للمشكلة.. لكن روسيا قد تتراجع تماماً أمام الضغطين الأمريكي والأوروبي، مثلما حدث في قضية العراق

وما يسجل علي الموقف الإيراني هو التصعيد المستمر من جانب كبار المسؤولين الإيرانيين، وفي مقدمتهم الرئيس أحمدي نجاد.. فمنذ أن وصل إلي الحكم وهو يدلي بتصريحات نارية ضد الصهيونية وضد إسرائيل وضد سياسات الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة. مرة يكذب تعذيب اليهود وإحراقهم بواسطة النازي، ومرة أخري يطالب بإزالة إسرائيل من الوجود.. ومرة ثالثة يطالب بنقلها علي الحدود ما بين ألمانيا والنمسا ولم يغضب هذا إسرائيل وحكامها فقط.. إنما أغضب العالم الغربي.. بالرغم من أنه قد يعجب الكثيرين في عالمنا العربي والإسلامي.. وجلبت هذه السياسة علي إيران غضب أوروبا.. وحتي الدكتور البرادعي رئيس هيئة الطاقة الذرية يحذر إيران من استعمال القوة ضدها إذا استمرت في طريقتها الخاطئة في معالجة ملفها النووي. هذا التصعيد الإيراني الذي يواجه بتصعيدين أمريكي وأوروبي.. سوف يؤدي في النهاية إلي أحد احتمالين الأول: إما تراجع إيران أو تراجع الدول الخمس الكبري. الثاني: استمرار التصعيد الذي قد ينتهي بفرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية وعسكرية ضد إيران والشيء المحير في الموقف الإيراني هو الأوراق التي تراهن عليها.. هل تراهن علي قدراتها العسكرية؟ هل تراهن علي استخدام سلاح البترول؟ هل تراهن علي انقسام العالم حول ملفها النووي.. النصف معها.. والنصف الآخر ضدها؟ إيران تلعب لعبة خطرة.. وإذا انتصرت فيها.. فسوف يتغير شكل العالم


0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster