19.2.08

في الممنوع 18/2/2006


أين كمال الشاذلي؟ ليس بمعني أين ذهب وإلي أين؟ فكلنا يعرف أنه ذهب إلي جراچ المجالس القومية المتخصصة.. بعد أن ترك كرسي الوزارة.. وبعد أن ترك مناصبه في الحزب الوطني.. ولكن أين ذهب بمعني أننا افتقدناه .

أنا شخصياً أفتقده كثيراً.. وافتقدت صولاته وجولاته وخفة دمه في البرلمان.. وعندما أقارن بينه وبين الدكتور مفيد شهاب الذي حل مكانه كوزير لشؤون مجلس الشعب أجد أن الفارق بينهما كبير.. والفارق لصالح كمال الشاذلي وليس ضده.

صحيح أن النتيجة واحدة وهي أنهما يدافعان عن الحكومة وعن نظام الحكم وعن الرئيس مبارك وعن حكم الفرد وعن الطوارئ.. بالباطل ودون وجه حق.. وكل كلمة تخرج منهما لا تنطق بالصدق.. بل هي لسان الباطل.. لأنهما يدافعان عن قوانين جائرة تُفصّل علي مقاس البعض.. وعن سياسات غبية.. أي مهمتهما الوطنية هي إلباس الباطل ثوب الحق.

هذه هي مهمة وزير شؤون مجلس الشوري.. لا فرق بين كمال ومفيد.. أو بين خديجة وأم الخير.. لكن كمال الشاذلي كان يؤدي المهمة بكثير من الصراحة والوضوح.. علي طريقته الخاصة: هوه كده.. واللي مش عاجبه يشرب من البحر.. أو يخبط رأسه في أقرب حائط.. لكن الدكتور مفيد شهاب يريد أن يقنعنا بما يقول.. مع أن ما يقوله هو نفس ما يقوله كمال الشاذلي.. لكن بطريقة أخري.

يعجبني في الشاذلي أنه كان واضحاً واللعب معه كان علي المكشوف.. أما الدكتور شهاب فليس واضحاً.. واللعب معه من تحت الترابيزة.. هل تابعتم دفاعه بالباطل عن القانون الذي دفعت به الحكومة لتأجيل انتخابات المجالس المحلية لمدة عامين.. وهل تابعتم من قبل دفاعه المستميت عن المادة «٧٦» من الدستور بالطريقة التي تمت بها.
والدكتور شهاب رجل قانون كبير.. ولا يمكن أن ننسي له دوره وفضله في قضية النزاع حول طابا بين مصر وإسرائيل.. مع الراحل - الكبير - وحيد رأفت.
لكنها السياسة.. لعنة الله عليها.. هي التي صنعت من مفيد شهاب رجلاً آخر.. وشخصية أخري.. بخلاف شخصية رجل القانون والعلم .

وأخشي علي الدكتور شهاب أن تنتهي حياته العملية باختفاء شخصية رجل القانون.. وبقاء شخصية رجل السياسة.. والنتيجة ليست أبدا في صالح الدكتور شهاب.. لأنه سلك الطريق الخطأ.. الذي يخصم منه ولا يضيف إليه.. والرصيد الآن صفر.. أو ما تحت الصفر.
بسلامة الله وحمده وبرحلة آمنة.. وصلت طائرة مصر للطيران إلي مدينة كازابلانكا بالمغرب.. قادمة من القاهرة مساء الخميس الماضي

وطوال الرحلة انتابني إحساس بأن الطائرة ربما تسقط في البحر.
وكثير من الأحاسيس قد لا نعرف لها سبباً.. لكن هذا الإحساس كنت أعرفه وأفهم أسبابه ودواعيه .. حيث كثرة الكوارث والنكبات التي يصاب بها الشعب المصري من وقت لآخر.. وفي كل كارثة لا نعرف السبب.. والتحقيقات لا تصل إلي الفاعل.. والجريمة تقيد ضد مجهول.. وثقة المصريين في حكومتهم صفر.. لأنها في كل مرة تعجز عن إدارة الأزمة.
ولا حول ولا قوة إلا بالله


0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster