28.2.08

في الممنوع 18/4/2006


في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، أنشئت حركة عدم الانحياز، وتزعمتها الهند ومصر ويوغسلافيا وبعض الدول الصغيرة، وفشلت الحركة في تحقيق أهدافها وهي عدم الانحياز إلي أحد المعسكرين، الرأسمالي والشيوعي، وتكوين معسكر ثالث، وسبب الفشل أنه لا يوجد في الواقع شيء اسمه «الحياد»

اليوم، البعض في مصر يتحدث عن «حياد» أجهزة الأمن في مواجهة بعض الأحداث الجارية، ويصف حياد الأمن وعدم انحيازه إلي أحد أطراف النزاع بأنه شيء إيجابي ويحسب له.
مثال: موقف الأمن من أحداث حزب الوفد والصراع علي رئاسته، والذي وصل إلي حد التراشق بإطلاق الرصاص، فالأمن وقف يتفرج علي هذه المجزرة التي دارت في شارع بولس حنا بالدقي، بدعوي أنه يرفض التدخل حتي لا يتهم بالتحيز لطرف ضد آخر.

مثال آخر: الأحداث المؤسفة التي وقعت في ثلاث كنائس بالإسكندرية، والتي أسفرت عن اشتباكات بين الأقباط والمسلمين في اليوم التالي، ثم في اليوم التالي عليه، ونتج عنها مقتل مواطن مسلم فيها، لم يتدخل الأمن أيضاً حتي لا يتهمه أحد.

إن مثل هذا النوع من الحياد، يؤدي إلي غياب دور الأمن، وإلي التصعيد من الجانبين، ويجعل كل الأطراف غاضبة وغير راضية عن الأمن.

هذا بخلاف أننا تركنا الأمن يعالج الكثير من الملفات المهمة، مثل الخلافات التي تحدث داخل الأحزاب السياسية، والصحافة والوحدة الوطنية، وكل الملفات المهمة في البلد يتولاها الأمن، مع أنها أكبر من دور الأمن، وتخرج عن نطاق مسؤولياته التي تنحصر فقط أو يجب أن تنحصر في الجانب الذي يتعلق بأرواح المواطنين، وفيما عدا ذلك فالمسؤولية تتحملها الدولة، وهي مسؤولية سياسية ليس للأمن دخل بها.

من المهندس علي عبدالفتاح القيادي الإخواني:
لفت نظري أنك قلت: إن الحديث الذي أجراه الرئيس حسني مبارك مع قناة «العربية» كله كلام معاد ومكرر وسبق للرئيس أن أعلنه عشرات ومئات المرات، ودعني أختلف معك، فالحديث فيه جديد.

١- إن الحكومة تعلمت عندما سلقت المادة ٧٦ من الدستور، فقررت ألا تقدم قانون مكافحة الإرهاب، إلا بعد دراسته وتمحيصه وإحكامه، وسوف تستمر المداولات نحو سنتين، حتي تنتهي عملية التوريث.

٢- إن مسيرة الحرية مستمرة من زمان، والعيب فينا نحن، فنحن لا نشعر بنسمات الحرية بالرغم من معارك النظام مع القضاة ومع الصحفيين ومع المهندسين ومع المهنيين ومع الفلاحين ومع العمال ومع الطلاب، فهو لم يترك قطاعاً إلا وبني جداراً عازلاً معه.

٣- الجديد إن السيد الرئيس يقول: إن خروج الأمريكان من العراق كارثة، وكأن الاحتلال ليس بكارثة.

٤- الجديد أنه قال: إنه مرتاح لحالة الشارع، ماذا يقصد سيادته؟ هل يقصد أنه مرتاح للبطالة، للأمية، للفساد الذي ساد أم للتردي الاقتصادي أم للاحتقان السياسي؟

٥- الجديد أنه رفض التوريث، لأن سيادته يسمي ترشيح جمال مبارك في ظل وجوده ليس توريثاً ومطلوب أن يصبح الشعب قطيعاً من العميان أو سرباً من الببغاوات.

نحن في لحظة مفصلية، إما أن نسكت وتضيع اللحظة ويأتي التوريث، وابقي افتكرني بعد خمسين سنة أخري، أو يناضل الشعب وأن يعود المواطن مواطناً لا بواباً لاتحاد ملاك.
تعليق: أتفق معك، وسؤالي: هل مكتوب علينا إما سيناريو التوريث، وإما سيناريو الإخوان، هل لا يوجد سيناريو ثالث؟

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster