في الممنوع 20/3/2006

في العدد الأخير من صحيفة «الفجر» الأسبوعية.. أثارت قصة الخلاف بين مواطن قبطي اسمه كرم سلامة جرجس وأهالي قرية «كفر دميان» التابعة لمركز الإبراهيمية ـ شرقية.
وحسبما نشرت «الفجر» باعت والدة المستشارة نهي الزيني مساحة أربعة أفدنة إلي كرم جرجس بمبلغ ٨٩ ألف جنيه ووقعت علي عقد البيع المستشارة نهي كشاهد.

وقبل أن تنتقل حيازة الأرض من البائعة إلي المشتري.. رفض مستأجرو الأرض تسليمها.. بدعوي أن المشتري مسيحي، وهم يرفضون بيعها له لهذا السبب كما ذكرت الفجر.

ونتج عن هذا الرفض أن تراجعت والدة المستشارة نهي الزيني في عملية البيع.. وتم إلغاء الصفقة، وتسلم المشتري المبلغ الذي دفعه.. علي وعد بإتمام الصفقة عندما تهدأ الأمور.

عملية تجارية بحتة.. يمكن أن تحدث في اليوم الواحد عشرات ومئات وآلاف المرات.. أن يرجع البائع أو المشتري في الصفقة وأن يلغي الاتفاق المبرم بينهما.. لكن الذهول أصابني للسبب الذي ذكرته «الفجر»، فلم أتصور أن تصل درجة الاحتقان والشحن النفسي بين أهالي القرية وسعيهم إلي عدم إتمام عملية البيع لمجرد أن المشتري «مسيحي»

أكثر من ذلك.. فقد قام أهالي «كفر دميان» بهدم منزل كرم جرجس ومنعوه من دخول القرية.. حسبما نشرت «الفجر» أيضاً.

وحتي هذه اللحظة لا يستطيع كرم دخول قريته.. ولا مباشرة زراعة أرضه بها.. مما دفعه إلي تقديم شكوي إلي النائب العام تحمل رقم ١٨٩٤٩ في ١٠ ديسمبر ٢٠٠٥، ولا أعرف ما هو مصير الشكوي.. ولم تكشف «الفجر» عن مجريات التحقيق فيها.. وهل مازال مفتوحاً أم تم حفظه.

كما لا أعرف هل هناك خلفيات أخري وراء هذه الواقعة الغريبة.. أو أن لها ملابسات أخري غير التي تناولتها صحيفة الفجر،

إن هذه الواقعة الغريبة والشاذة يجب أن تنزعج لها الدولة بجميع أجهزتها.. وأن ينزعج لها كل مواطن تابعها ووصلت إلي علمه.. وعلي الجميع أن يعطي لها أكبر قدر من الاهتمام.. حتي لا تتكرر.. ولا تتضخم الأمور.. إن هذه الواقعة، لو صحت، تشين كل مصري.. ولا يجب أن يوافق عليها مواطن مصري واحد.. مسلماً أو مسيحياً.. وحق كرم جرجس يجب أن يعود إليه كاملاً. ومن الخطأ ترك معالجتها لأجهزة الأمن، فهي تفضل تهدئة الأمور حتي ولو ظلت النار مشتعلة تحت الرماد.. وهي سياسة لا تؤدي إلي أفضل النتائج.. بل إلي أسوأها.

مطلوب أن نعرف نتائج التحقيقات وما الذي انتهت إليه.. ومطلوب أن يعرف الرأي العام حقائق الموضوع كاملة.. وأن يحصل كرم سلامة جرجس علي كامل حقوقه إذا كانت له حقوق