19.2.08

في الممنوع 21/2/2006


في مؤتمر صحفي اشتكي الرئيس الفلسطيني محمود عباس، من أن السلطة الفلسطينية تعاني أزمة مالية حادة، بسبب توقف المعونات الأوروبية والأمريكية إليها.. وبسبب قرار حكومة إسرائيل بمنع وصول حصيلة أموال الضرائب إلي الفلسطينيين، وليس فيما أعلنه أبومازن أي جديد، سوي أن الأيام تمر والأزمة المالية الخانقة تشتد علي السلطة، وسوي أن قادة حماس قرروا - فيما يبدو - ترك مسؤولية مواجهة الأزمة علي الرئيس محمود عباس، وتركه يصرخ ويشتكي ويبدو في صورة العاجز عن فعل شيء، بينما حماس يدها في الماء البارد، مشغولة بانتقال السلطة إليها


هذا ما يهم حماس كما هو ظاهر الحال، فقد اكتفت في السابق بإطلاق التصريحات الزاعقة والرافضة - أولاً - للمعونات الغربية.. وإمكانية استبدالها بمعونات عربية، ثم تراجعت خطوة إلي الوراء وعبرت عن حاجة السلطة والشعب الفلسطيني إلي المعونات، ولكنها رفضت ربطها أو تعليقها علي شرط اعتراف حماس بإسرائيل، وهي الآن - أي حماس - صمتت تماماً ولا تتحدث في هذا الموضوع الحيوي والعاجل، وكأن الأمر لا يعنيها ولا يهمها من قريب أو بعيد، وألقت بكل العبء علي الرئيس عباس

وتقديري أن هذا هو تكتيك حماس في المرحلة المقبلة، وهو ترك الملفات الشائكة والصعبة للرئيس عباس، وعدم حرق نفسها بالاقتراب منها، حتي لا تخسر جانبا من شعبيتها في الشارع الفلسطيني.. مع أن هذه الملفات والتعامل معها يدخل مباشرة في نطاق مسؤولية حماس، ولا يتحملها الرئيس عباس وحده


إن حماس في موقف صعب ومعقد، وعليها أن تواجه المشاكل بشجاعة، وأن تتحمل مسؤوليتها كاملة ولا تتهرب منها، لأن سياسة المناورة قد تصلح في بعض القضايا، لكنها لا تصلح في جميع القضايا، وقد تصلح لبعض الوقت لكنها لا تصلح كل الوقت، كما أن إدارة حماس للصراع مع إسرائيل وهي في المعارضة، تختلف عن إدارته وهي في السلطة


وربما المشكلة الأخطر التي تواجه حماس حاليا إلي جانب الأزمة المالية، هي سياسة القتل والاغتيال التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، فكل يوم يسقط قتلي وجرحي وحماس تتفرج ولا تفتح فمها، سواء بالكلام أو عن طريق جناحها العسكري «عز الدين القسام».
حماس بين نارين، فهي إن سكتت ستخسر وستتهم بالجبن وبتبديل مواقفها من النقيض إلي النقيض، وهي إذا أدانت الممارسات الإسرائيلية بنفس القوة التي كانت تدينها بها في السابق وأمرت جناحها العسكري بالرد، فالثمن الذي ستدفعه سيكون كبيراً، كما أن هذا يعني تخليها عن السلطة.
قضية أخري ثالثة شائكة أمام حماس، وهي الفساد الذي ظهر داخل أجهزة السلطة الفلسطينية.. كيف ستتصرف معه؟


قال لي موسي أبومرزوق نائب رئيس حماس إن حماس لن تقترب من هذا الملف ولن تحيل أحداً من رموز السلطة المتهمين بالفساد إلي التحقيق.. وهي - أي حماس - مسؤولة عن الفساد الجديد.. وليس عن الفساد القديم.
لكن الشارع الفلسطيني أعطي لحماس صوته علي أساس رفضه للسلطة وفساد رموزها، فكيف تغلق حماس هذا الملف؟
قال أبومرزوق: إن ملف الفساد إذا فتح قد يكون من الصعب غلقه، ونحن حريصون علي عدم الوقوع في هذا الفخ.
كلها قضايا شائكة.. كيف ستتصرف حماس حيالها؟ وهل الوقت سيكون في صالحها؟


0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster