16.2.08

في الممنوع 22/12/2005


وضع الدكتور حامد نصر أبو زيد.. يده علي الجرح الذي ينزف منه الجسد المصري.. وهو الاستبداد الذي يقود إلي الفساد

استبداد الأب وتسلطه علي أسرته، واستبداد الحاكم في وطنه وعلي شعبه، وأحدث نموذج للاستبداد هو الأحداث والتطورات الأخيرة التي وقعت في حزب الوفد.. فالاستبداد الذي عاشه الوفد في السنوات الأخيرة بسبب وجود لائحة غبية تكرس سلطة رئيس الحزب وتجعلها فوق جميع السلطات الأخري.. وتمنحه من الصلاحيات ما يفوق صلاحيات رئيس الجمهورية في إدارته شؤون البلاد

إن أي لائحة مثل هذه.. تجعل من أي رئيس حزب.. ديكتاتوراً صغيراً.. وتدفعه إلي الانفراد بالسلطة وإلي اتخاذ القرار بمفرده.. دون اعتبار لباقي هيئات ومؤسسات الحزب.. ودون اعتبار للشخصيات المحترمة بداخله

ثم أدي هذا الاستبداد إلي الفساد في ممارسة السلطة.. وأصبح كل من يعترض أو يحتج.. خائناً وعميلاً وقواداً.. ويقود مؤامرة ضد رئيس الحزب.. وهي ضمن مؤامرة أكبر يتم الإعداد والتخطيط لها في واشنطن وفي دوائر صنع القرار في العالم

وقد يصل المرض برئيس الحزب إلي أن يتوهم أن خروجه من منزله وسقوط بعض الأمطار عليه.. هو من تدبير مؤامرة يقودها خصومه ضده

وعندما يزيد الاستبداد علي كل حد ممكن.. يدفع هذا أقرب المقربين إلي المستبد إلي الرفض وإلي المقاومة.. مع أنهم الذين ساندوه وناصروه وشجعوه علي استبداده

ومثلما هللنا وكبرنا للفوز الكبير الذي أحرزه الدكتور نُعمان جمعة في انتخابات رئاسة حزب الوفد منذ ما يزيد علي خمس سنوات.. ووصفنا انتخابات رئاسة الوفد بأنها تجربة ديمقراطية فريدة وغير مسبوقة.. وتقدم نموذجاً يحتذي في الممارسة الديمقراطية لباقي القوي السياسية الأخري وفي مقدمتها الحزب الوطني.. كذلك القرارات الصادرة عن اجتماع الهيئة العُليا للوفد يوم الأحد الماضي.. كانت هي الأخري درساً بليغاً في ممارسة العمل السياسي المسؤول، وتجربة ديمقراطية فريدة.. ولا يقل هذا الاجتماع أهمية عن انتخابات رئاسة الوفد.. التي للأسف انتهت بدكتاتورية سافرة واستبداد وانفراد بالسلطة، قاد إلي فساد.
وهذا ليس ذنب ولا مسؤولية الدكتور نُعمان جمعة، إنما ذنب اللائحة الغبية ومسؤولية الذين هيأوا له الانفراد بالسلطة

إن الدكتور نُعمان جمعة لا يختلف عن شخص رئيس الجمهورية الذي يعطي له الدستور سلطات وصلاحيات مطلقة.. لا يقابلها أي حساب أو مساءلة أو مسؤولية.. فإذا ما فكر الرئيس مثلاً - أي رئيس - في اختيار المطرب محمود شكوكو أو أحمد عدوية أو شعبان عبدالرحيم، لتشكيل الوزارة.. هل سيعترض أحد؟ وهل سيراجعه أحد؟

الإجابة هي: لا.. وكذلك رئيس حزب الوفد لم يراجعه أحد ولم يحاسبه أحد طوال السنوات الماضية.. فكان ما كان.. ولو كان أي شخص آخر بخلاف نُعمان جمعة، لفعل نفس الشيء.. فنحن المسؤولون عن ظهور المستبدين في حياتنا، ونحن المسؤولون عن فسادهم.
ووسط هذه العتمة، يخرج نور قرارات الهيئة العُليا للوفد.. ليحيي الأمل في النفوس من جديد


0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster