28.2.08

في الممنوع 22/4/2006


السيد ...

منذ عدة أسابيع، تلقيت رسالة علي الموبايل الخاص بي فحواها «اتصلي بي ضروري، مسألة حياة أو موت علي الرقم كذا........»

ونظراً لطبيعة عملي في مجال العمل الأهلي.. أجوب مصر من شمالها إلي جنوبها.. وللمؤسسة التي أعمل بها وهي مؤسسة قضايا المرأة المصرية.. نشاطات وفعاليات في أغلب محافظات مصر.. لذا قمت بالاتصال سريعاً بالرقم المدون بالرسالة.. لعلي أتمكن من إنقاذ حياة إنسان أو أقدم العون لمواطن أو مواطنة تمر بمحنة ولكن كانت المفاجأة القاسية أنني وجدت رسالة صوتية تروج للدعارة عبر التليفون.

وكم كانت مفاجأة قاسية، والمفاجأة ليست في وجود شبكات دعارة، فاستغلال النساء لكونهن نساء يمكنك رؤيته في الفضائيات وإعلانات الوظائف التي تشترط «موظفة حسنة المظهر» أو في رول القضايا بالمحاكم.. وكذلك ليست المفاجأة في استخدام تكنولوجيا الاتصالات في ذلك الفعل المشين.. ولكن المفاجأة الحقيقية هي: أين الدولة؟ سؤال ألح كثيراً علي ذهني وأنا في تلك الصدمة.

إن الدولة حاضرة طوال الوقت بجحافل الأمن المركزي التي تطوق المتظاهرين.. حاضرة في مواكب رجال الدولة.. حاضرة في كل مكان، من تقييد الحريات عبر إصدار تشريعات مشوهة تسمي حقوقاً وتنفيها في ذات اللحظة.. ولكنها مختفية ـ أي الدولة ـ وغائبة في حماية أرواح مواطنيها أو حقوقهم.

وظللت أسبوعاً كاملاً أبحث عن إجابة لذلك السؤال «أين الدولة»؟ حتي جاءت طامة كبري جديدة.. وهي تلقي ولدي «١٥ سنة» نفس الرسالة، ولأنني أتبع منهج الحوار والمناقشة معه.. فصارحني بذلك وعلي وجهه تساؤل وحيرة.. فوجد نفس الحيرة والاندهاش من جانبي.. فقام بإلغاء الرسالة ومسح الأرقام.

ولا يزال السؤال حاضراً في ذهني.. أين الدولة؟ أين؟
توقيع: عزة سليمان المحامية ـ مدير مركز قضايا المرأة المصرية.
تعليق: تساؤلك «أين الدولة» ليس في محله.. لأن الدولة مشغولة بمعاركها مع القضاة ومع الصحفيين ومع أساتذة الجامعات ومع الأحزاب ومع العمال ومع القوي السياسية الفاعلة كجماعة الإخوان المسلمين.

الدولة مشغولة بمعاركها هي.. وليس لديها وقت لكي تشغل نفسها بحياة المواطن المصري وتوفير الأمن والأمان له.
أما قضية هذه الرسائل التي تروج للدعارة.. فهي غالباً لا تخرج عن كونها عمليات ابتزاز تستهدف امتصاص أموال المواطنين في الاتصال بهذه الأرقام.

والسؤال: هل هذا يتم بدون معرفة هيئة الاتصالات.. وبدون معرفة شركات المحمول؟ أي هل هذه التجارة الرخيصة تتم بعلم هذه الجهات أم بدون علمها؟
أغلب الظن أنها تتم بدون علمها.. والمطلوب منها أن تتدخل لحماية المشتركين من عمليات الابتزاز التي يتعرضون لها


0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster