20.2.08

في الممنوع 23/3/2006


في تبرير الحكومة لدعوة المواطنين للتخلص من الطيور التي لديهم.. أكدت علي لسان أكثر من مسؤول بها، أن حياة مواطن واحد أهم من ملايين الطيور التي تم ذبحها وإعدامها والتخلص منها، وكنوع من تأكيد حرصها علي حياة المواطنين، أعلنت عن فرض غرامة مالية كبيرة قدرها عشرة آلاف جنيه لمن يخالف ذلك.

ولأننا نخشي الحكومة، ولأن خيبة الأمل راكبة جمل، نزلنا ذبحاً وإعداماً وحرقاً في الطيور التي لدينا.. والبعض منا ألقي بها في الشوارع حتي لا تضبطه الحكومة.

لكن كل هذه الملايين من الطيور التي ذبحت وأعدمت بدون داع، ونتيجة جهل الحكومة وجهلنا، وحالة الفزع التي أصابتها أو التي تظاهرت بها وأصابتنا معها، لم تحصنا من مرض أنفلونزا الطيور، وأعلن منذ أيام عن وفاة إحدي السيدات، وبعدها بيومين أعلن عن وجود أربع إصابات أخري، والصحف تتحدث عن عشرات الحالات في المستشفيات تحت الملاحظة والاختبار وإجراء الفحوص.. وربما بعد أسبوع واحد أو أسبوعين سيتم الإعلان عن عشرات ومئات الحالات الجديدة.

إذن حرص الحكومة ومبالغتها في إظهار هذا الحرص لم يكن في محله، ولم يكن له ما يبرره، بدليل ظهور المرض في العديد من الحالات حتي الآن، وهي القائلة: إن حياة مواطن واحد أهم من ملايين الطيور التي أعدمت.

الحكومة الآن واقعة في حيص بيص، لكنها لا تستطيع أن تطالب بإعدام المصريين الذين أصيبوا بالمرض ولا بضرورة التخلص منهم بالذبح أو بالحرق أو بإلقائهم في الشوارع، ولا تستطيع فرض غرامة مالية كبيرة علي كل من أخفي إصابة أحد المواطنين بالمرض، وإلا ضحكت عليها الحكومات الأخري.

والحكومة وحدها لا تتحمل المسؤولية كاملة، فنحن بجهلنا وبسلوكياتنا وعاداتنا السيئة نتحمل قدراً من المسؤولية معها، لكنها - أي الحكومة - تتحمل المسؤولية الأكبر في تدمير ثروتنا الداجنة بلا مبرر وبلا سبب معقول، بدليل أن هذا التدمير وهذا الخراب الذي لحق بهذه الصناعة وتشريد أكثر من ٢ مليون عامل، لم يوفر لنا الحماية من الإصابة بالمرض.
منذ حوالي أسبوعين سافر ممدوح إسماعيل صاحب العبارة المنكوبة «السلام ٩٨» إلي الخارج، ووقتها تساءلنا: لماذا سافر؟ وكيف سافر؟ وقيل رداً علي ذلك: إن من حقه السفر، ولا يوجد ما يمنعه والنائب العام لم يصدر قراراً بمنعه.

الآن صدر قرار النائب العام بوضع اسمه علي قوائم الترقب والوصول بمطار القاهرة، وأعلن المستشار ماهر عبدالواحد أنه سيأمر بإلقاء القبض عليه بواسطة الإنتربول الدولي إذا لم يمثل أمام جهات التحقيق.

الآن أيضاً من حق الذين تساءلوا منذ أسبوعين أن يعيدوا نفس سؤالهم: لماذا سافر ممدوح إسماعيل؟ وكيف سافر؟ وهل يجري أصدقاؤه اتصالا به يحاولون من خلاله إقناع ممدوح إسماعيل بالعودة إلي مصر، حتي لا تثبت ضده الاتهامات الموجهة إليه؟


0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster