16.2.08

في الممنوع 24/11/2005


عاتبني القيادي البارز في جماعة الإخوان المسلمين الدكتور عصام العريان.. علي العبارة التي وردت في نهاية مقالي «أمس الأول» وتقول: انتظروا مزيدا من البلطجة والعنف.. ليس من جماعة الإخوان وحدها.. وإنما ببروز جماعات وتنظيمات أشد خطراً وأكثر عنفا

ونفي الدكتور العريان عن الإخوان ارتكاب أي عنف وبلطجة في الانتخابات.. وقال إنهم كانوا في حالة دفاع شرعي عن النفس وأن أعمال البلطجة هي التي قام بها الحزب الوطني في حماية الشرطة.. وأن دفاع الإخوان عن أنفسهم يعفيهم من أي مسؤولية أو مساءلة قانونية.. وسألني: ماذا تنتظر من شخص يتم الاعتداء عليه؟ ثم أجاب: إنه مطالب قانونا وشرعا وأمام الله بالدفاع عن نفسه

ولي عدة ملاحظات علي عتاب الدكتور عصام العريان

١- أن العنف والبلطجة اللذين قام بهما الحزب الوطني في حماية الشرطة.. يمكن أن يقابلا بالعنف والبلطجة من جانب المنافسين له.. والذي يسميه الدكتور العريان بحالة الدفاع عن النفس.. وهو الأمر الذي سبق أن حذرت منه لكن هذا لا يبرر العنف.. لا من الحزب الوطني.. ولا من خصومه السياسيين.. لأن الذي سيدفع ثمن هذا العنف هو المجتمع.. بغياب دولة القانون وإعلان قيام دولة البلطجة

٢- قد يتصاعد هذا العنف من الجانبين «الحزب الوطني والإخوان» في مرحلة قادمة ويتخذ أشكالاً متطورة.. فإذا كانت الجولة الأولي من المرحلة الثانية قد شهدت استخدام السيوف والسنج ومطاوي قرن الغزال.. فما الذي يمنع من أن تشهد المرحلة الثالثة استخدام الأسلحة النارية والضرب في المليان؟

هل الدكتور العريان يوافق علي ذلك؟

٣- بافتراض أن جماعة الإخوان تمكنت في نهاية المرحلة الثالثة من أن تحصد مائة وعشرين مقعداً في البرلمان.. ولسبب أو لآخر ـ «شرعي أو غير شرعي» «قانوني أو غير قانوني» ـ قام رئيس الجمهورية بحل مجلس الشعب بنص الدستور الذي يخول له ذلك.. فهل سيكون من حق جماعة الإخوان المسلمين الاعتراض علي هذا الإجراء.. ليس الاعتراض القانوني أو بالتعبير عن الرأي بطريقة سلمية.. ولكن الاعتراض بالقوة المسلحة لمنع ذلك؟ وهل سيدخل هذا في باب الدفاع الشرعي عن النفس؟ بدعوي أنه لا يوجد مبرر لحل البرلمان؟

٤- إننا جميعاً نعلم ما حدث في الجزائر مع الفارق في أعقاب وصول جماعة الإنقاذ الإسلامية إلي الحكم.. بعد حصولها علي غالبية مقاعد البرلمان الجزائري.. ولم يعجب هذا المؤسسة العسكرية.. فقامت بانقلاب علي الحكم.. ثم كانت المواجهات المسلحة بين الإسلاميين ومؤسسات الدولة الأمنية.. وكلنا يعرف النتائج.. مذابح ومجازر فقدت فيها الجزائر عشرات الألوف من القتلي والجرحي

٥- قد يقول الدكتور عصام العريان أو يقول آخرون.. لقد ذهبت بنا بعيداً.. ما هذا السيناريو الذي تتحدث عنه؟ ثم من الذي يتحمل المسؤولية عن هذا العنف؟ أليست الحكومة بتدخلها في الانتخابات.. والحزب الوطني بأعمال البلطجة التي يقوم بها أنصاره.. ورغبته في مواصلة اغتصابه للسلطة. بالتزوير وتزييف إرادة الناخبين، أو عن طريق العنف والبلطجة؟

وإجابتي هي: نعم الحزب الوطني يتحمل المسؤولية عما يجري وسيجري من أحداث وتطورات.. لكنني ـ وبالوضوح نفسه ـ أحذر من تكرار سيناريو الجزائر.. ومن سيناريو إصدار الفتاوي التي تبرر العنف وتصفه بأنه دفاع شرعي عن النفس

هل الدفاع عن النفس تستخدم فيه السنج والسيوف ومطاوي قرن الغزال؟

استر يا رب

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster