17.2.08

في الممنوع 24/1/2006

خلال فترة سفري، بالخارج، تلقيت العديد من الرسائل.. أعتذر مقدماً لأصحابها عن تأخري في نشرها.
الرسالة الأولي من الزميل أيمن نور - رئيس حزب الغد السابق.. كتبها من داخل السجن.. ووصلتني عن طريق أحد أفراد عائلته.
يقول فيها:

أخي الحبيب الفاضل

مقالك أشفي غليلي، وأشبع جوعي، ليس للطعام الذي قاطعته أربعة عشر يوماً، لكن للحرية بالمفهوم الذي أشرت إليه في مقالك صباح الثلاثاء، وهو أن تكون دائماً قادراً ليس فقط علي الدفاع عن حريتك، بل عن حرية الآخرين الذين تختلف معهم قبل الذين تتفق مصالحك معهم.. بعيداً عن الأنانية السياسية الضيقة التي أشرت إليها في مقالك بأن الحرية ليست هي أن أدوس علي حريات الآخرين وأتغاضي عن الظلم الذي يتعرضون له

طالعت بكل الامتنان والتقدير ما كتبته خلال الأيام الماضية، وهو ما يعفيني من شرح الأبعاد الحقيقية التي أوصلتني لهذا المكان الذي تشرق شمسه علي في تلك اللحظة التي تصلني فيها جريدة «المصري اليوم» وأشعر بذلك التضامن الغائب في الصحف الحزبية عدا «العربي» وما يعنيني ليس شجباً أو تأييداً بقدر ما يشغلني فهماً حقيقياً لطبيعة هذا التطور في آليات مواجهة الآخر تحت لافتة الشرعية والقانون، استقلال القضاء، وغيرهما من الشعارات التي ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب.. ويشغلني اليوم أكثر أنهم توحموا بالأمس علي لحمي وحريتي ونالوها، واليوم وغداً يتوحمون علي ما هو أهم، وهو لحم الحزب

ورغبتهم الجارفة في اختزاله في إطار الأحزاب المعلبة المدجنة عبر السيناريوهات القديمة والمعروفة والتي اغتالت من قبل حزب العمل وغيره، ومازالت هذه السيناريوهات تخيم في الأفق قبل وبعد حبسي مستهدفة تجريد الحزب من قواعده وإبعاد صقوره وتحويله إلي لافتة مفرغة من مضمونها.. غير مخفية الطبيعة الرسمية والحكومية منذ اللحظة الأولي، لهذا المخطط الذي تفجرت وتبينت ملامحه بعد ٤٨ ساعة فقط من إعلان نتائج انتخابات رئاسة الجمهورية التي حل فيها الغد ثانياً.
أخي الفاضل

أدعوك وأدعو كل شرفاء الوطن والأحرار في كل بقاع الدنيا إلي أن يواجهوا الفصل القادم من المؤامرة بالتضامن مع شرعية حزب الغد، والتي انتقلت منذ ساعات بعد استقالتي للنائب الأول لرئيس الحزب السفير ناجي الغطريفي وفقاً لأحكام اللائحة، تمهيداً لجمعية عمومية ستلتحم بعد ساعات من أعضاء الحزب الحقيقيين، وليس من ذلك الصنف من الجمعيات التي تصنع علي الأوراق استكمالاً للسيناريوهات المعروفة ومسبقة التجهيز

لا تتركوا يا أخي الغد الذي نعتقد أنه حلم جيل يذهب إلي حيث ذهب حزب العمل، فيزداد قيدي إحكاما وسجني إيلاماً.
التوقيع: د. أيمن نور.
ولا تعليق لي علي رسالة الزميل أيمن نور سوي: كم تساوي الضغوط الأمريكية والأوروبية التي تمارس علي نظام الحكم في مصر بسبب هذه القضية؟ وهل نتساوي معها؟

لا يقول لي أحد إن القضية جنائية وليست سياسية.. فمثل هذا الكلام لا يصدقه أحد.. لا في الداخل.. ولا في الخارج، فمن المسجون حاليا.. أيمن نور أم نظام الحكم الذي يواجه الضغوط ويحاول بشتي الطرق الدفاع عن نفسه، وسيضطر في النهاية إلي البحث عن حل سياسي وقانوني لها؟
غداً.. رسالة الدكتور يوسف والي

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster