16.2.08

في الممنوع 24/12/2005


بعد أقل من أسبوع علي تفجير القضية في برنامج «الحقيقة» الذي يذاع علي شاشة قناة «دريم».. تمكنت الشرطة من كشف غموض اختفاء الشقيقتين المسيحيتين اللتين اختفيتا من منزلهما منذ ما يقرب من ثلاث سنوات بمدينة بلقاس بمحافظة الدقهلية

وتبين أنهما تزوجتا من شابين.. وعاشتا معهما في محافظة البحيرة.. وأن الأولي أنجبت طفلة.. وشقيقتها أنجبت طفلا من هذا الزواج

وحسبما نشرت صحيفة «الأهرام»، فقد أكدت علي لسان الفتاتين أن حياتهما الشخصية ملك لهما ولا دخل لأحد بها.. وطالبتا بعدم التعرض لهما.. والمعني بعدم التعرض هو أسرتهما، أو أي طرف آخر يفكر في الضغط عليهما.. ويبدو أنهما اعترفتا بذلك أمام أجهزة الأمن عندما توصلت إليهما

وكانت الأم قد ظهرت علي شاشة قناة «دريم» السبت الماضي.. والدموع تنهمر من عينيها.. وطالبت بمعرفة مكان الفتاتين.. وهل هما لا تزالان علي قيد الحياة أم لا.. وأنها كأم كل ما تريده الاطمئنان عليهما.. كما كشفت عن اسم الشابين اللذين ادعت الأم بأنهما قاما بخطفهما وعقب إذاعة هذه الحلقة مباشرة.. انقلبت أجهزة البحث في وزارة الداخلية.. وتحركت علي الفور بعد صدور تعليمات لها من الرئيس حسني مبارك بكشف أبعاد القضية ومعرفة مكان الفتاتين وبهذا القدر من المعلومات.. نكون قد توصلنا إلي معرفة إجابة بعض التساؤلات التي طرحت

لكن بقيت تساؤلات أخري دون إجابة.. وهي لا تقل عنها أهمية.. فإذا كانت الفتاتان قد اختفيتا بكامل إرادتهما مع الشابين.. فكيف تم توثيق الزواج بينهم.. وهل هذا الزواج ناتج عن عقد رسمي أم عن طريق زواج عرفي؟ وهل الزواج العرفي تم توثيقه في الشهر العقاري أم لا؟

وطرح مثل هذه التساؤلات مهم.. لأن الأم قالت في برنامج «الحقيقة»: إن سن الفتاة الكبري أقل من ستة عشر عاماً.. وسن الفتاة الصغري أقل من خمسة عشر عاماً.. فكيف من الناحية القانونية تم توثيق هذا الزواج؟ هناك أحد احتمالين إما أن الزواج غير موثق.. أي لا يوجد زواج رسمي.. وإما أن الزواج تم تزوير أوراقه.. وفي الحالتين.. مطلوب الإجابة عن هذا السؤال الذي يشكل في رأيي جانباً رئيسياً في هذه القضية.. حتي نعرف ما إذا كان هناك من ساعد هذين الشابين وهاتين الفتاتين علي هذا الزواج غير الشرعي لصغر سنهما نقطة أخري مهمة، هي أن الأم أو أسرة الفتاتين.. لا تستطيع أن تدعي بأن الفتاتين قد تم اختطافهما

فمن الواضح أنهما هربتا بمحض إرادتهما حتي ولو كانتا صغيرتي السن وتجهلان أين مصلحتهما.. لأن هناك استحالة أن تواصلا حياتهما مع الشابين لمدة عامين وأكثر.. دون أن تتوافر لديهما الرغبة الحقيقية والإرادة والعزيمة.. بل والحب في مواصلة هذه الحياة مع الشابين.. وأن علاقة الحب هي الدافع وراء هذا الارتباط. نقطة أخيرة.. هي كيف نبعد هذا النوع من القضايا الذي تنشأ فيه علاقة بين فتاة مسيحية وشاب مسلم.. أو العكس.. عن اللعب بورقة الفتنة والاضطهاد الديني.. وأن تظل تلك القضايا محصورة في جانبها الإنساني فقط


إن سياسة كشف الحقائق.. أفضل ألف مرة من سياسة التعتيم التي تقود إلي إثارة البلبلة وانتشار الشائعات.. وإشاعة مناخ الفتنة والتوتر.. لأن هناك من له مصلحة في تفجير هذا النوع من القضايا في وجه المجتمع والدولة.. سواء في الداخل أو في الخارج.. والفتاتان وحدهما.. هما اللتان تملكان القرار وتحديد مصيرهما.. إلا إذا كانت هناك جريمة قد تم التستر عليها.. فهنا القانون يأخذ مجراه

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster