20.2.08

في الممنوع 2/4/2006


وصلتني هذه الرسالة المهمة من الدكتور محمود جامع.. وأنشرها كاملة.
السيد/....
تعليقاً علي عمودكم بشأن قضية توريث جمال مبارك.. أود أن أصارحكم ببعض انطباعاتي الشخصية بعد تعدد الآراء فيه ...

دعنا نصدق جمال مبارك حين يقول إنه لا يفكر في التطلع إلي الرئاسة أو إلي ترشيح نفسه.. وأقول لك إن الرئيس مبارك نفسه صرح أكثر من مرة بأنه زاهد في منصب الرئاسة وقيوده ومتاعبه ومسؤولياته الجسيمة واللي عايز يشيل ييجي يشيل.. ولكنه رشح نفسه ومستمر في الرئاسة.. فالكلام شيء.. والواقع شيء آخر.

وأقول لك بكل ثقة وصراحة: إن تنظيمات الحزب الوطني وأجهزة الدولة كلها ومؤسساتها ونقابات العمال ووسائل الإعلام القومية والحكومية المرئية والمسموعة والمقروءة.. ستقوم في الوقت المناسب، بمسيرات ومظاهرات مدفوعة لمطالبة جمال مبارك والتوسل إليه بأن يرشح نفسه إنقاذاً للوطن.. وسيقبل جمال مبارك نزولاً علي إرادة الجماهير المتظاهرة الحاشدة، وتنتهي المأمورية كما حدث عندما تنحي عبدالناصر بعد النكسة.. ومجلس الشعب بأغلبية الحزب الوطني جاهز والمادة ٧٦ المعدلة آخر تمام.. وقانون الطوارئ.. وخليفته قانون الإرهاب كله تمام.. ومباحث أمن الدولة كله تمام.

ويا أخي.. منصب الرئاسة ليس بالأمر الهين لمن يتولاه.. لأنه لابد أن يكون علي دراية كاملة بأسرار الدولة وسياساتها الخفية من وراء الكواليس أولاً بأول.. وكذلك العلاقات الدولية.. وهذا الآن ليس متاحاً إلا لجمال مبارك بحكم متابعته اليومية، وتدخله الكامل في أمور الدولة وتسييرها من وراء ستار.. ومن هنا نعرف فلسفة الرئيس مبارك في عدم تعيين نائب رئيس له.. أما السادات فقد عين مبارك وأعطاه أسراره ومسؤولياته طوال حياته.

ويا أخي.. كلمة أخيرة ومهمة.. لماذا ينشغل الناس بشخص خليفة الرئيس.. ولا ينشغلون بأن الطامة الكبري هي توريث أساليب الحكم والفساد والحاشية والقوانين سيئة السمعة.. وهذه هي المشكلة الأساسية. التي يجب التخلص منها.. والإصلاح الدستوري والسياسي والتشريعي الكامل.. الذي يجب أن ينشغل به الجميع.. وليس الانشغال بشخص الرئيس المطلوب فقط.

ويا أخي.. إنني أشعر تماماً أن السيد جمال مبارك معزول تماماً عن جماهير الشعب.. ومحاط بسياج محكم يحول بينه وبين جموع الشعب.. وإلا فما معني أن يكون أميناً عاماً مساعداً لحزب الأغلبية وأميناً للجنة سياساته.. وهو لا يجلس حقيقة بين صفوف الشعب.. وأصارحك القول إنني حاولت كثيراً أن أكون واسطة خير وحوار بينه وبين قوي فاعلة ومؤثرة في صفوف الشعب لصالح الوطن ولصالح الشعب ولكنه رفض الحوار ورفض النقاش بكل قوة وأكثر من مرة.

وتذكرت آخر أيام عبدالناصر عندما كان السادات ينزل بنفسه ليجتمع ويتحاور في جلسات ممتعة مع كل قوي الشعب في المنازل ومنها منزلي متكلماً ومتحاوراً بكل صراحة وموضوعية.

وتأسفت غاية الأسف عندما سمعت جمال مبارك يقول للإعلامية لميس الحديدي علي الشاشة، إنه لا يقرأ الصحف ولكنها تكتب له في تقارير قد يقرأها.. وتهرَّب من الإجابة عن تعديل المادة ٧٦ وتفريغها من مضمونها.. ومن تمديد قانون الطوارئ.

أخي مجدي.. إن قلبي حزين حزين.. وأخاف علي مصير الوطن وأبنائنا وأحفادنا.. والأمر جد خطير وخطير.. ولا يسمح بالهزل أو المناورات.
التوقيع: د. محمود جامع


والرسالة تحمل وجهة نظر مهمة.. قد يتفق البعض معها.. وقد يختلف آخرون.. لكن لا يمكن تجاهلها.. حتي ولو قال جمال مبارك إن قوي المعارضة هي التي تلح علي التوريث.. وإنه ليست لديه النية أو الرغبة في ذلك


0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster