19.2.08

في الممنوع 24/2/2006


البيوت أسرار.. وحرمة الحياة الخاصة يجب أن تصان بنص القانون، ولا يجوز الاقتراب من الحياة الخاصة لأي إنسان أو انتهاك خصوصيتها.
هذه قاعدة قانونية عامة.. ولكل قاعدة استثناء، والاستثناء هو أن الحياة الخاصة تضيق لمن يشتغل بالعمل العام، فكلما كبر حجم العمل العام وكبرت مكانة الشخصية التي تشغل هذا المنصب.. كلما كبر حجم التعرض لحياته الخاصة.

لكن مساحة هذا التعرض وحجمه ونوعه يجب أن تقترن بهذا العمل العام، وأن تكون له علاقة مباشرة أو غير مباشرة به، فالرجل السياسي مثلا الذي يشغل منصب الوزير أو رئيس الوزراء أو رئيس الجمهورية أو رئيس الحزب.. لا حياة خاصة له تقريباً، وكل تصرف يفعله يحسب له أو عليه، فهو دائماً تحت دائرة الضوء، والكاميرات تسلط عليه، وعيون الرأي العام تراقبه، وهذه العيون ممثلة في الصحافة ووسائل الإعلام الأخري، الذي يأتي تدخلها أحياناً كارثة علي الرجل العام، عندما تقترب من حياته الخاصة فتدمرها.

لكن هذا هو ثمن من يريد الاشتغال بالعمل السياسي.. إذ يجب أن يضع نفسه فوق مستوي الشبهات، وأن يحاسب نفسه عن كل تصرف يفعله قبل أن يحاسبه الرأي العام.
وخير مثال، فضيحة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون التي عايشها الرأي العام العالمي بالصوت والصورة.. مع موظفة البيت الأبيض، وكيف أجبر الكونجرس الأمريكي كلينتون علي الاعتراف، وإلا فالعزل من منصبه الرئاسي كان ينتظره.

أما في حالة طلاق الفنان القدير نور الشريف والفنانة بوسي.. بعد زواج دام ٣٤ عاما، فالأمر مختلف، لقد عبر الرأي العام في مصر عن دهشته واستغرابه لخبر انفصالهما، ربما لأن زواجهما كان مضرب الأمثال في التفاني والإخلاص والحب، ثم كان دوي الانفصال الذي نزل علي الناس كالصاعقة، كيف ومتي وأين ولماذا؟ وكل علامات الاستفهام، والطرفان لا يريدان الحديث، ولا يرغبان في تعرية بعضهما أمام الرأي العام.

والرأي العام لا يرحم، يريد أن يعرف كل صغيرة أو كبيرة عن قصة انفصالهما، حتي الشائعات يجري وراءها.. ولو انتظر الرأي العام قليلا، ربما ستتكشف الحقائق أمامه، لكن كيف ينتظر الرأي العام، وكيف تسكت الصحافة التي تلهث وراء أخبار النميمة والقصص والحكايات والقيل والقال.

إن الحب في حياة نور وبوسي ربما يكون قد اختفي منذ سنوات طويلة، وإن ما كان يجمع بينهما هو العشرة والواجب فقط، مع الحفاظ علي كيان الأسرة وتماسكها، وعلي مواصلة الحياة مثل ملايين الأزواج.
وصمت نور وبوسي يجب أن نحترمه، ويجب ألا تدفعنا النميمة إلي تجاوز المسموح وغير المباح.
المباح هو أن يخرج علينا كل من نور وبوسي بتصريح مشترك أو بيان قصير صادر عنهما يقول: إنهما قررا الانفصال لأنهما لم تعد بينهما حياة، وهذا سبب كاف جداً للانفصال.

المهم هو أن نعرف متي وأين نتوقف عن التفتيش في حياتهما الخاصة، والجري وراء الشائعات الكاذبة، مثل أن بوسي هي التي طلبت الطلاق لاكتشافها قصة حب تربط نور بإحدي الممثلات صغيرات السن، أو غيرها من القصص والحكايات التي لن تنتهي إلا بعد قيام كل من نور وبوسي بخلع ملابسهما أمام الرأي العام.
وربما تقول الناس وقتها: يا عيب الشوم! والذي يعرف منكم معني كلمة «الشوم» يخبرني به


0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster