28.2.08

في الممنوع 24/4/2006

نعم.. هي بلد ديمقراطي.. فالشعب الأمريكي هو الذي يختار أعضاء الكونجرس، وهو الذي ينتخب بإرادته الحرة الرئيس في انتخابات تنافسية.. والرأي العام يعمل له ألف حساب

تستطيع الإدارة الأمريكية أن تخدع الرأي العام.. لكنه إذا كون رأياً.. فهي لا تستطيع أن تتجاهله.. والديمقراطية في النهاية هي حق تداول السلطة.. وهذا الحق قائم بين الحزبين الكبيرين الجمهوري والديمقراطي، مع حق أي مواطن أمريكي في الترشيح علي منصب الرئيس.

لكن هل أمريكا تطبق مفهومها الخاص للديمقراطية الصحيحة علي دول العالم الثالث، خاصة عالمنا العربي؟ وبمعني آخر ما هو مفهوم أمريكا للديمقراطية بالنسبة لمصر ولمنطقتنا العربية؟
هنا.. يحتار المرء في التوصل إلي إجابة واضحة ويحتار أكثر في معرفة ما الذي تريده الإدارة الأمريكية وصانع القرار فيها.

فالديمقراطية التي يتحدثون عنها هي من نوع «أستك» الفنان سعيد صالح في مسرحية «هاللو شلبي» فهي «أستك.. منه فيه»!
تستطيع أن تفهمها بشكل معين.. ثم تستطيع أن تفهمها بالمقلوب.. وتستطيع أن تجد لها ألف تفسير وتفسير.. وكلها متناقضة مع بعضها.. والإدارة الأمريكية لا تجد حرجاً في ذلك، ولا يهتز لها رمش عندما يوجه لها هذا السؤال

هناك المفهوم الأمريكي للديمقراطية في العراق، وآخر في الأراضي المحتلة، وثالث لمصر، ورابع للبنان، وخامس لإسرائيل.
وحتي المفهوم الأمريكي للديمقراطية يختلف بالنسبة للبلد الواحد، فهي في وقت ما تطالب بإصلاحات سياسية معينة، ثم في وقت آخر تتغاضي عن تلك الإصلاحات، وكلها باسم الديمقراطية

مرة تشيد بالتجربة المصرية في الديمقراطية والإصلاح، ومرة أخري توجه لها انتقادات عنيفة وحادة

مرة تربط بين الإصلاحين السياسي والاقتصادي وتعلق التوقيع علي اتفاقية التجارة الحرة مع مصر علي هذا الشرط، ومرة ثانية تشيد بخطوات شكلية للإصلاح، لا تقدم ولا تؤخر

في وقت ما تشعر بأن الإدارة الأمريكية تريد، بل تعمل علي إسقاط نظام الحكم في مصر والتخلص منه، وفي وقت آخر تشعر العكس، وبأنها تعمل علي ترسيخ دعائمه والنفخ فيه من روحها لكي يستمر

ويصعب عليك أن تجد تفسيراً لهذا «العك» الديمقراطي الأمريكي، سوي أنها تربط بين الديمقراطية ومفهومها لها وبين مصالحها، حتي تلك المصالح السريعة والضيقة وليست الاستراتيجية، فالمصالح الأمريكية قصيرة وآنية وسريعة ومتغيرة، مثل حركة الكثبان الرملية، ولهذا لا أحد يثق في أمريكا ولا يصدق ما تقوله عن الديمقراطية، فهي تتحدث بلغة وتفعل عكسها، وهي تتحدث عن الديمقراطية في العالم، بينما ممارساتها ضد الديمقراطية

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster