16.2.08

في الممنوع 25/11/2005


ما الذي أرادت أن تهدف إليه الدولة في جريمة تزوير وتزييف إرادة الناخبين في انتخابات مدينة دمنهور؟ وتزويرها بشكل فاضح وعلني لصالح الدكتور مصطفي الفقي وضد الدكتور جمال حشمت؟ ولن أقول مرشح جماعة الإخوان المسلمين.. فلا يهمني أن يكون إخوانيا أو غير إخواني

أقول الدولة.. وليس الحكومة.. ولا وزير العدل.. ولا رئيس اللجنة العليا المشرفة علي الانتخابات الذي هو وزير العدل أيضاً.. ولا أجهزة الأمن.. فكل هؤلاء وغيرهم ارتكبوا جريمة التزوير الفاضح والعلني في انتخابات تلك الدائرة

الدولة كلها متهمة.. وكلها مسؤولة عن وقوع تلك الجريمة التي نفذت بأوامر وتعليمات عليا

هذه الجريمة تبطل الانتخابات، ليس في دائرة دمنهور وحدها.. وإنما في جميع الدوائر وعلي مستوي الجمهورية، وتنسف أي حديث عن نزاهة الانتخابات

لقد اعترفت المستشارة نهي الزيني نائب رئيس هيئة النيابة الإدارية في رسالة نشرتها «المصري اليوم» في عدد أمس، بأن الانتخابات في دائرة دمنهور شهدت تزويرا فاضحا ومكشوفا.. وأنها شاهدة علي ذلك بصفتها المشرفة علي إحدي اللجان في تلك الدائرة

لم يتحمل ضميرها الوطني اليقظ أن تسكت وتكتم شهادتها في قلبها.. وطالبت كل رجال القضاء بأن يتكلموا وأن يدلوا بشهاداتهم.. وطالبتهم بعدم الاستمرار في ارتكاب جريمة تزوير الانتخابات تحت إشراف القضاء وباسمهم

وليست المستشارة نهي الزيني هي التي تعلم هذه الحقيقة وحدها.. فكل أهالي مدينة دمنهور الذين تابعوا عملية الفرز يعلمون أن فارق الأصوات بين الدكتور جمال حشمت وبين الدكتور مصطفي الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب، السكرتير الخاص لرئيس الجمهورية لشؤون المعلومات سابقا، قد بلغ ما يقرب من ١٨ ألف صوت لصالح الأول.
إلا أن النتيجة جاءت العكس.. وتم إعلان فوز الدكتور الفقي بعد صدور تعليمات عليا، كما أكدت المستشارة نهي الزيني في رسالتها.. وظهور إرادة أخري غير إرادة الناخبين هي التي غيرت النتيجة.. وجعلت من الخاسر فائزاً.. ومن الفائز خاسراً

ما هذه الجرأة علي الحق؟ وما هذا الفساد الأخلاقي الذي بلغ حد التبجح؟

إن الدولة كلها تتحمل مسؤولية ما جري من تزوير فاضح لإرادة الناخبين.. لأنه ضد العقل وضد المنطق وضد النزاهة والشفافية.. وهذا التزوير يؤكد السادية والعجز والإفلاس والبلطجة والشذوذ الفكري والأخلاقي لمن قاموا به

جماهير دمنهور أرادت جمال حشمت.. والدولة أرادت مصطفي الفقي

إن هذه الجريمة لا يكفي فيها أن يتقدم وزير العدل باستقالته.. فهو عبدالمأمور.. ولا استقالة الحكومة كلها.. فهي مأمورة هي الأخري بالتزوير.. بل هي تبطل الانتخابات كلها وتوصمها بعدم النزاهة وبغياب الشفافية عنها.

إنني بالأمس أدنت سياسة العنف والبلطجة سواء من الحزب الحاكم والأجهزة التي تسانده، أو من جماعة الإخوان المسلمين.. ورفضت تبرير جماعة الإخوان استخدام العنف بدعوي أنه دفاع مشروع عن النفس.. لكنني اليوم أتساءل: ماذا يفعل مرشح الإخوان الدكتور حشمت أو ماذا يفعل غيره في مواجهة جريمة التزوير؟

حقيقة.. لا أعرف الإجابة عن هذا السؤال.. وكل ما أستطيع أن أقوله إن جريمة تزوير الانتخابات في دائرة دمنهور هي قمة البلطجة.. والدولة هي التي مارست هذه البلطجة.. أما الدكتور مصطفي الفقي فقد انتحر سياسيا بقبوله نتيجة الانتخابات المزورة لصالحه، وفقد الثقة والاعتبار سياسياً من جموع المصريين


0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster