16.2.08

في الممنوع 25/12/2005

لا أجد فرقاً بين ما قاله المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية السفير سليمان عواد.. وبين ما قاله المتحدث الرسمي لرئاسة مجلس الوزراء الدكتور مجدي راضي.

كلاهما أكد أنه لم يصدر بعد تكليف رسمي من رئاسة الجمهورية للدكتور أحمد نظيف أو لغيره بتشكيل الحكومة الجديدة.. فأين الخلاف بينهما؟ ولماذا هذا التضارب الشديد بين ما تنشره الصحف من أخبار ومعلومات حول التشكيل الوزاري المرتقب.. الذي أكدته صحيفة «الجمهورية» منذ عشرة أيام تقريباً.. ونشرت ملامحه وبعض تفاصيله.. ثم انزعجت الحكومة وانزعجت معها رئاسة الجمهورية، وقام الرئيس مبارك بنفسه بنفي الخبر.. وأكد في نفس الوقت أن التعديل الوزاري سيجري نهاية الشهر الجاري، أو أوائل يناير المقبل.. ثم أضاف قائلا: إن أحداً لا يعرف ولن يعرف شيئاً عن هذا الأمر.

ومنذ أيام قليلة تورطت «الأهرام»، ونشرت أن الرئيس مبارك كلف أحمد نظيف بتشكيل الحكومة الجديدة.. ونفي المتحدث الرسمي لمجلس الوزراء ذلك.. كما نفته صحيفة «أخبار اليوم» الصادرة أمس.. ونسبته إلي مصدر مسؤول.. وذكرت أن اختيار رئيس الوزراء الجديد سيكون خلال أيام.. وقالت: إن التكليف قد يكون للدكتور نظيف أو لغيره.
ودخلت الصحف الأخري الحزبية والمستقلة علي الخط.. والكل يجتهد.. ولا توجد معلومة واحدة حقيقية.

وتقديري أن هذه البلبلة في نشر أخبار التشكيل الوزاري الجديد.. لا ترجع فقط إلي اجتهادات الصحف وإلي التناقض الشديد فيما تنشره من أخبار ومعلومات.. إنما ترجع في الأساس إلي رغبة مؤسسة الرئاسة في التعتيم علي أخبار الوزارة الجديدة ومباغتة الرأي العام بالتشكيل الجديد.. كما ترجع أيضاً إلي صراع يدور داخل الدولة.. ورغبة بعضها في ممارسة دور أكبر مثل أمانة السياسات التي مُنيت بفشل كبير في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.. وتريد تعويض هذا الفشل بالدفع بأكبر عدد من أعضاء أمانة السياسات في الوزارة الجديدة.

وتقديري أيضاً أن الصحف كلما خاضت في أنباء الوزارة الجديدة.. تأجل إعلان تشكيل الوزارة إلي آخر وقت ممكن.. وعندما تُصاب الصحف باليأس وتتوقف عن النشر.. سيكون قرار تشكيل الوزارة جاهزاً للصدور.

مسألة عناد من ناحية.. وصراع داخل السلطة من ناحية أخري، والرأي العام يتسلي بما يجري.. والصحفيون يلهثون وراء نشر أخبار ليست فيها معلومة واحدة صحيحة أو دقيقة.. إنما كلها شائعات وتكهنات وكلام فارغ.

وربما الحقيقة التي يمكن استخلاصها من وراء هذا النشر هي أن ترديد اسم الدكتور نظيف كثيراً يضره ولا يفيده.. وقد يدفع بمؤسسة الرئاسة إلي استبعاده.. بدعوي أن الرأي العام عرف اسم رئيس الوزراء القادم.. وهذا من أسرار البلاد العليا التي لا يجوز الكشف عنها ومعرفتها إلا في الوقت الذي تحدده مؤسسة الرئاسة

وإذا أراد الدكتور نظيف أن يفوز بفرصة ثانية.. عليه أن يسرب بعض المعلومات إلي الصحف بأنه مستبعد.. وفي هذه الحالة سيتأكد ترشيحه لرئاسة الحكومة الجديدة


0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster