20.2.08

في الممنوع 26/3/2006


منذ سنوات طويلة، تطرح وزارة الأوقاف بيع وحدات سكنية، تقام علي الأراضي التي تملكها هيئة الأوقاف من عمليات الوقف، التي تؤول إليها.
واعتدنا علي قراءة إعلانات بالصحف تقوم وزارة الأوقاف بنشرها.. تعلن فيها عن فتح باب الحجز لمشروعات جديدة أو عن بيع وحدات سكنية تم الانتهاء منها.

إلا أن الجديد.. هو الإعلان المنشور في عدد «الأهرام» أمس الأول، ويحمل اسم وزارة الداخلية من خلال جهاز مشروعات الأراضي التابع لها.. والذي يعلن عن بيع - بالمزاد العلني بمشروع «الخمائل» - وحدات سكنية مميزة.. وكذلك عن بيع أراض سكنية للبناء تقع علي محور ٢٦ يوليو مباشرة.. إلي آخر ما جاء في الإعلان الذي يشير إلي قيام جهاز مشروعات أراضي وزارة الداخلية، ببناء أكبر مدينة متكاملة بالسادس من أكتوبر.

أي أن وزارة الداخلية دخلت علي خط وزارة الأوقاف، وتنافسها في بيع الوحدات السكنية.. وفي امتلاك مساحات كبيرة من الأراضي التي لا تؤول إليها، عن طريق الوقف، وإنما عن طريق الاستيلاء عليها بوضع اليد.. ثم بصدور قرارات تخصيص لها من الجهات المختصة بالمجان تقريباً، أو بأسعار رمزية.. بهدف إقامة المشروعات التي تخدم عمل الوزارة مثل معسكرات الأمن المركزي، والتوسع في سياسة إنشاء سجون جديدة تستوعب الأعداد المتزايدة من المحكوم عليهم ومن المعتقلين السياسيين.. وما يزيد علي حاجة وزارة الداخلية، تقيم عليه المشروعات السكنية للعاملين بوزارة الداخلية.. وما يزيد علي حاجة العاملين.. تطرحه للبيع في مزاد علني للجمهور.

والموضوع قد ينظر إليه علي أن وزارة الداخلية تسهم في توفير الآلاف من الوحدات السكنية، لطرحها في سوق العقارات.. لكن من ناحية ثانية، فقد يطرح الموضوع بعض التساؤلات عن العلاقة بين الداخلية والإسكان، وإذا اعتبرها البعض وتعامل معها علي أنها تجربة ناجحة.. فهل من الممكن الاستفادة منها وتعميمها علي الوزارات الأخري.. فلا يندهش الرأي العام إذا طالع إعلانات في الصحف أو شاهدها علي شاشات التليفزيون عن بيع وحدات سكنية

تابعة لوزارات الخارجية أو الصحة أو الزراعة أو لأجهزة مشروعات الأراضي التابعة لها.. وكل وزارة وشطارتها في وضع يدها علي أكبر مساحات من الأراضي، سواء التابعة لها أو التي تقوم بشرائها.. وقد تفكر وزارة الصحة للتوسع في هذا النشاط ورغبة منها في المساهمة في حل أزمة الإسكان.. في هدم بعض المستشفيات العامة، لكي تقيم في مكانها عمارات سكنية.. أو تفكر وزارة الخارجية في تحويل السفارات إلي وحدات سكنية، أو إقامة عمارات ضخمة في مكانها.

وبعد الانتهاء من مشكلة الإسكان.. قد تفكر الوزارات المختلفة.. في حل مشكلة التعليم.. ثم في إقامة المصانع... إلخ.
يا نفوخي

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster