28.2.08

في الممنوع 26/4/2006

في أول تعليق له علي تفجيرات مدينة دهب، قال اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية: إن أجهزة الأمن ستتعقب الجناة، وستلقي القبض عليهم مثلما تمكنت في كل مرة

أزعجني هذا التصريح بشدة، فهو من ناحية يكشف عن قصور أمني أجمع عليه شهود العيان، كما أجمع عليه الخبراء والمحللون السياسيون، للطبيعة الخاصة التي تتسم بها مدينة دهب، فهي مغلقة تقريباً، وتقع في باطن الجبل، ومن السهل تأمينها، علي عكس مدن سيناء الأخري.. ومن ناحية أخري فقد كشف تصريح العادلي عن استمرار نفس السياسة الأمنية الفاشلة، التي نتج عنها وقوع ثلاث حوادث إرهابية خلال سنة ونصف السنة فقط في مدن سيناء.. الأولي في طابا في أكتوبر ٢٠٠٤، والثانية في شرم الشيخ في ٢٣ يوليو ٢٠٠٥، والأخيرة في مدينة دهب، وأسفرت السياسة الأمنية في معالجة تلك الأحداث عن تكرارها، وعن التوسع العشوائي في إلقاء القبض علي المئات والآلاف من المواطنين الأبرياء وإساءة معاملتهم، وعدم مراعاة الطبيعة البدوية لأهل سيناء.
هذه السياسة التي ثبت فشلها يتحمل مسؤوليتها وزير الداخلية، لأنها لم تسد قصوراً أمنياً، ولم توقف عنفاً، ولم تراع خصوصية وحرمة بدو سيناء، بل زادت من مشاعرهم السلبية والعدوانية تجاه أجهزة الأمن ونظام الحكم، بسبب هذه السياسة الأمنية التي قال وزير الداخلية إنها ستؤدي إلي التوصل إلي الجناة في أحداث دهب الأخيرة.

والعجب أن هذا القصور الأمني في معالجة ظاهرة العنف الجديدة التي تشهدها مدن سيناء، تقابله عجرفة ومبالغة شديدة في التعامل مع أزمة نادي القضاة، بلغت حد الاعتداء البدني علي أحد القضاة، وطرحه في الشارع والنزول عليه ضرباً، أفضي إلي تكسير عظامه، بالرغم من توسلاته والإفصاح لزوار الفجر عن شخصيته لهم.

قصور أمني في دهب وشرم الشيخ وطابا، بالرغم من السلطات والصلاحيات الواسعة التي تتمتع بها أجهزة الأمن، تقابله رغبة في التصعيد مع القضاة ومع غيرهم، والاستمرار في سياسة إشعال الحرائق دون إدراك حقيقي لمخاطر ذلك علي أمن النظام وسلامته واستقراره.
إن الخلل الأمني أصبح واضحاً سواء في معالجة الأحداث الإرهابية، أو في معالجة أحداث نادي القضاة، وغيرها من الملفات السياسية، وهذا الخلل يعالج بتغيير السياسة الأمنية التي ثبت فشلها، وتغيير السياسات يتطلب تغيير المسؤولين عنها، والمسؤول الأول عن هذا الخلل هو وزير الداخلية.

من مراسل «الوفد» بالأقصر الزميل سلامة حجاج وصلتني هذه الرسالة الغاضبة:

في الوقت الذي كانت فيه ثلاثة تفجيرات إرهابية تهز مدينة دهب السياحية مساء الاثنين الماضي، كانت مجموعة من أجهزة البحث الجنائي في الأقصر يقودهم رئيس مباحث منطقة القرنة الأثرية التي يفد إليها آلاف السياح كل يوم، تقوم بحملة أمنية للتحري عني وعن أشقائي وشقيقاتي وأمي، بهدف إرهابي وإرهابهم، بسبب خبر صغير قمت بنشره علي مساحة عمود واحد بصفحة الحوادث بـ«الوفد» الأسبوع الماضي، حول انتشار ظاهرة سرقة الخزائن والسيارات والمساكن في الأقصر، وهي بلاغات مسجلة لدي أجهزة الأمن دون مبالغة مني، وأرجعت سبب الظاهرة إلي اقتصار دور شرطة الأقصر علي الأمن السياسي، وبدلا من تكثيف الجهود لكشف غموض وقائع السرقة وضبط الجناة، راحوا يتحرون عن أسرتي وأفرادها الغلابة الذين لا ذنب لهم.
لعب عيال

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster