19.2.08

في الممنوع 27/2/2006


هذه وجهة نظر طبيب مشهور واسم لامع في الأمراض الباطنة، فيما يشاهده ويتابعه حول مرض أنفلونزا الطيور، والطريقة التي تعاملت بها الحكومة مع المرض حتي الآن ومنذ الإعلان عن ظهوره.. وفي نهاية كلامه يتقدم باقتراح عملي يقلل من الخسائر الناجمة عن الأزمة

يقول الدكتور عبدالجليل مصطفي، الأستاذ بطب قصر العيني: إن الذعر الشعبي من أنفلونزا الطيور، أدي إلي إصابة الحكومة هي الأخري بالذعر، وجعلها تعالج المشكلة علي نحو به كثير من الارتجال والارتباك

ويزيد من حالة الذعر، أن الحكومة هي أصلاً مهزوزة وغير واثقة من نفسها. الحكومة تريد أن تقول إنها فعلت ما عليها، وأبرأت ذمتها بدعوة المواطنين إلي حرق عشش الفراخ في البيوت.. ومن يموت بعد ذلك فهو المسؤول عن موته!

ووجهة نظر د.عبدالجليل تتلخص في أن هناك حملة علي مستوي العالم أثارت الفزع والرعب بين الرأي العام العالمي، بالغت في حجم المشكلة.. وحذرت الحملة من تكرار كارثة عام ١٩١٨ التي ذهب ضحيتها ٤٠ مليون شخص علي مستوي العالم، بينما في حقيقة الأمر، الأزمة الحالية المتعلقة بفيروس أنفلونزا الطيور ليست بهذا الحجم، ولا بهذا الاتساع، ففي تركيا مثلاً الناس الذين أصيبوا بالمرض تمت معالجتهم منه

وفي فرنسا، يتحدثون عن إصابة بطتين بالمرض، ولا أحد في فرنسا يقول إن ثروتهم الداجنة كلها مصابة بالمرض، ويجب التخلص منها، مثلما حدث في مصر، بدعوة الحكومة إلي التخلص من كل الفراخ، السليم منها وغير السليم. يضاف إلي ذلك، يقول د.عبدالجليل مصطفي إن الفيروس يركز علي الجهاز التنفسي، وأصبح التقدم العلمي كبيراً في هذا المجال

ويستطيع من خلاله المريض أن يتجاوز الأزمة، وبالتالي فليس وارداً تكرار أزمة عام ١٩١٨، لأن الإمكانيات الطبية تطورت مئات المرات بالقياس إلي القرن الماضي.
وفي مصر.. هذا الهرج والمرج الذي حدث.. خلق تصوراً خاطئاً بين المواطنين بأن إصابة بعض مزارع الدواجن تعني أن كل المزارع علي مستوي الجمهورية مصابة، وأن إصابة بعض الدواجن في إحدي المزارع تعني إصابة كل الدواجن بها، وهذا غير حقيقي، وتصور خاطئ ونتائجه خطيرة

ولدي ارتياب ـ يقول د.عبدالجليل بأن شركات الأدوية تحاول تضخيم الأزمة، لأنها هي المستفيد مما يجري.. وحتي يمكن وضع النقاط علي الحروف، فإن طريقة مواجهة الأزمة تتلخص في الآتي: ـ إعدام الفراخ المريضة. ـ كيف لي كمواطن أن أحصل علي فرخة سليمة وغير مصابة؟ ـ اقتراحي هو أن يتم تزويد المزارع الكبيرة بغلايات ضخمة.. تتولي ذبح الدواجن وتنظيفها وسلقها، ثم بيعها للجمهور محفوظة

وفي هذه الحالة لا توجد أدني شبهة في عدم إصابة الفراخ بالفيروس. كذلك البيض، يتم سلقه وبيعه. وقد لا يرضي هذا الحل أذواق البعض، والمسألة في النهاية تتوقف علي أنه أفضل الحلول وأبسطها من وجهة نظري.. وأقلها خسارة


0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster