20.2.08

في الممنوع 27/3/2006

قال الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل في حواره مع صحيفة «الدستور» في عددها الأخير.. إن أحد الأشخاص من المطلعين ببواطن الأمور زاره منذ أسبوعين، وأخبره بأن ملف التوريث في مصر سيتم هذا العام ٢٠٠٦، وأن الظروف الحالية مع تنامي قوي المعارضة ستعجل بالتوريث.. الذي لابد أن يحدث في حياة الرئيس مبارك

ووصف هيكل هذا الشخص، الذي لم يفصح عن اسمه ولم يحدد وظيفته.. بأنه يعلم، أي أنه علي صلة دقيقة بما يحدث في دوائر صنع القرار.. وأن حكاية التوريث يجري الإعداد والتخطيط والتنفيذ لها حاليا..
وتمشياً مع هذه الرواية، وبافتراض حدوثها.. فإن هذا يستلزم أن يتنحي الرئيس مبارك عن الحكم لظروف صحية أو لأي أسباب ومبررات أخري سيعلن عنها، وأن يدعو طبقاً للتعديل الذي أجري علي المادة ٧٦ من الدستور إلي إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.. يستكمل فيها المرشح الفائز.. الذي سيكون مرشحاً وحيداً.. مدته الرئاسية التي تنتهي في أكتوبر ٢٠١١

وطبقاً لما قاله هيكل.. فإن السيناريو سيمضي بقيام الرئيس مبارك بترشيح نجله جمال عن الحزب الوطني وسيكون مرشحاً وحيداً كما قلت.. لأنه عملياً وقانونياً ودستورياً لن يكون في استطاعة أحد أن ينافسه ويترشح أمامه في تلك الانتخابات المبكرة.. لأن الدستور ينص علي حق الحزب السياسي في ترشيح أحد قياداته في حالة حصوله علي نسبة ٥% من مقاعد مجلسي الشعب والشوري والمجالس المحلية.. وهو الشرط الذي لا يتوفر في أي حزب سياسي قائم.. بخلاف الحزب الوطني.

أي أن هذا الشرط ينطبق علي حالة جمال مبارك فقط.. أو من سيقوم الرئيس مبارك باختياره في حالة غياب سيناريو التوريث.

كما لن يستطيع أي مصري من بين الـ ٧٣ مليوناً أن يترشح كمستقل.. لأن هذا يتطلب، طبقاً للدستور أيضاً، أن يحصل علي ٢٥٠ صوتاً من مجلسي الشعب والشوري والمجالس المحلية.. وهو شرط تعجيزي.. ربما يستطيع البعض أن يفهمه ويفسره علي ضوء تنفيذ ملف التوريث.

هذا هو السيناريو المنتظر حدوثه هذا العام.. إذا صدقت رواية الشخص أو المسؤول الذي نقل عنه هيكل هذه الرواية.. وهو سيناريو من الممكن ربطه بما قاله أسامة الباز منذ حوالي ثلاثة أسابيع من أن الرئيس مبارك قد يفكر في التنحي عن الحكم إذا وجد الشخص الذي يمكن أن يخلفه في الحكم.

وهو سيناريو أري شخصياً من المستحيل حدوثه بهذا الشكل.. وتنفيذه خلال عام ٢٠٠٦ إلا في حالة واحدة.. هي محاولة فرض جمال مبارك بالقوة دون اعتبار لأي معارضة في حالة تنفيذ هذا السيناريو.. الذي أعرف أنه يلقي معارضة الولايات المتحدة الأمريكية.. كما يلقي معارضة الغرب بصفة عامة ولا ترحب به، فضلا عن المعارضة الداخلية.

إن التوريث، بافتراض حدوثه، يحتاج إلي إعداد وترتيب أوضاع وإلغاء حالة الطوارئ وإزالة بؤر التوتر السياسية المشتعلة حالياً.. مع القضاة ومع الصحفيين ومع أساتذة الجامعات.. والمضي قدما في تنفيذ بعض الخطوات في عملية الإصلاح السياسي.. حتي يمكن تقديم جمال مبارك إلي الشعب ومحاولة «بلعه»، وهذا يحتاج إلي عامين علي الأقل.

لا أعتقد أن ملف التوريث أمامه فرصة للتنفيذ خلال هذا العام.. ونظام الحكم يحظي بأدني شعبية له.. كما لا أعتقد أن جمال مبارك سوف يضمن انتقالاً سلساً للسلطة في ظل المناخ السياسي الرافض للتوريث.. فضلاً عن أن التوريث سيحمل معه كل أمراض ومشاكل نظام الحكم الحالي.. وهي فوق قدرة «الوريث» علي تحمل مسؤولياتها وتبعاتها.

أرجو أن أكون محقاً فيما أقوله.. وأهمية كلام هيكل فقط في أنه ينبهنا إلي أن ملف التوريث لا يزال قائماً.. وهذا صحيح.. لكنني لا أتوقع حدوثه خلال ٢٠٠٦، ولا في أي وقت


0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster