16.2.08

قي الممنوع 28/11/2005

منذ عشرين عاماً ونحن نصرخ ونقول: لا تتركوا ملف ما يسمي بالتيار الإسلامي السياسي تتعامل معه أجهزة الأمن.. وقلنا امنحوا هذا التيار الشرعية التي تمكنه من الظهور فوق الأرض، ومن المشاركة في الحياة السياسية.. لأن أحداً لا يمكنه تجاهله أو إنكار وجوده

قلنا ذلك عشرات ومئات المرات، وقاله غيري أيضاً علي امتداد عشرين عاماً.. وكان رد فعل الدولة وأجهزتها وإعلامها الرسمي.. وساندها في ذلك بعض القوي السياسية مثل حزب التجمع، هو أن جماعة الإخون المسلمين إرهابية وجماعة محظورة.. وخارجة عن الشرعية ولا يجب الاعتراف بها..فماذا كانت النتيجة؟

النتيجة ظهرت في الانتخابات الحالية بوضوح.. وهي فشل سياسة الذين طالبوا بحجب الشرعية عنها، ونجاح غالبية مرشحي التيار الإسلامي، والسبب واضح.. وهو أن مزاج الناخب والشارع المصري لم يعد يهوي الحزب الحاكم.. ولا سياساته ولا يقبل أفكاره.. وهو نفس موقفه من قوي المعارضة

لم يمنح الشارع المصري صوته لرموز المعارضة ومنحها للتيار الإسلامي.. لعله يجد في هذا التيار ما يبحث عنه أو ما يفتقده في القوي السياسية الأخري

وإذا لم يعالج الحزب الحاكم الأمر بالسرعة الواجبة، وإذا لم يحصل هذا التيار علي شرعيته القانونية والدستورية، فإنني أتوقع أن يحصل تيار الإسلام السياسي علي أكثر من نصف مقاعد البرلمان في أي انتخابات برلمانية قادمة.. إذا ما اتسمت بالنزاهة والشفافية

وأعرف أن هذه النسبة لا تعكس قوة الإخوان المسلمين ومرشحي التيار الإسلامي في الشارع المصري.. بقدر ما تعكس عجز القوي السياسية الأخري.. وعجز الحزب الحاكم وفقدانه بوصلة القيادة وغياب الرؤية

إن الدولة التي تعطي أهمية قصوي لأمنها وكيفية الحفاظ عليه، لابد أن تدرك أن هذه النظرية نجحت خلال أكثر من عشرين عاماً في هذه السياسة.. لكنها لا تستطيع أن تستمر في النجاح لأكثر من ذلك.. لأن الأمن مهما بلغت قوته وقدراته وكفاءته، فهو في النهاية له حدود لا يمكن تجاوزها.. خاصة في ظل عالم يراقب كل شيء ويتدخل في الشؤون الداخلية للحكام والحكومات

وعلي الدولة التي تريد استمرار الحفاظ علي استقرارها السياسي وعلي مقاعدها.. ألا تترك لأجهزة الأمن هذا الملف تتعامل معه.. بل عليها أن تضع الحلول والتصورات السياسية له.. وألا تدفن رأسها في الرمال.

كما علي الدولة أن تعترف بشرعية هذا التيار.. وأن تسمح بإقامة حياة ديمقراطية وحزبية سليمة وتسمح بقيام أحزاب جديدة.. ولا تحاصرها كما فعلت مع الأحزاب الحالية.. فكانت النتيجة هي حالة الضعف والتهميش والهزال الذي عانت وتعاني منه في الشارع المصري

بدون الاعتراف بتيار الإسلام السياسي.. وبدون ظهور أحزاب سياسية ليبرالية قوية.. فالنتيجة هي سقوط الحزب الحاكم في أقرب انتخابات قادمة ووصول جماعة الإخوان المسلمين إلي الحكم

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster