18.2.08

في الممنوع 28/1/2006


«الزلزال» كلمة بسيطة لوصف نتائج الانتخابات التشريعية الفلسطينية، التي حصدت فيها منظمة «حماس» أغلبية كاسحة من مقاعد المجلس التشريعي في مواجهة «فتح» كبري المنظمات الفلسطينية التي تقود عملية السلام مع الإسرائيليين منذ أوسلو ١٩٩٣ وحماس تعارضها


ما حدث أكبر من زلزال قوته ٨ ريختر، وكل طرف محلي أو دولي ينتقد وصول «حماس» إلي السلطة وانتقال «فتح» إلي صفوف المعارضة، يجب عليه أن يلوم نفسه أولاً.. ولا يبحث عن شماعة يعلق عليها فشله.
فقد تخلت إسرائيل عن عملية السلام، وأضعفت «فتح» والسلطة، وانتقصت من مكانة وشعبية الرئيس محمود عباس «أبومازن»، وواصلت قوات الاحتلال سياسة الاغتيالات والتصفية الجسدية وحصار وتجويع الشعب الفلسطيني


وقبل الانتخابات مباشرة، هددت الولايات المتحدة الأمريكية علي لسان كبار المسؤولين فيها، كما هددت دول الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات علي السلطة وبمعاقبة الشعب الفلسطيني وبوقف المساعدات والمنح عنه، إذا فازت حماس وأعطي صوته لها، فماذا كانت النتيجة؟
تحدي الشعب الفلسطيني كل هؤلاء، وعبر عن غضبه وسخطه علي الأوضاع المتردية التي يعيش فيها، ورفض الوصاية الأمريكية عليه، كما صوت ضد فساد السلطة وفساد رموزها التي تاجرت بالقضية الفلسطينية


هذا الزلزال العنيف، ستكون له انعكاساته علي الداخل الفلسطيني، وعلي منظمة حماس التي أحدثت هذا الزلزال، إذ كيف ستواصل كفاحها المسلح ضد إسرائيل؟ وكيف ستواصل مقاومتها المشروعة، بينما هي التي تتربع علي عرش السلطة الفلسطينية وتشكل أغلبيتها الساحقة؟
كيف ستتصرف حماس في مواجهة ما كانت ترفضه من «فتح»، وهو عدم إلقاء السلاح أو التخلي عنه تحت أي ظرف، وكيف ستتأقلم مع الرئيس محمود عباس الذي يدعو إلي إلقاء السلاح جانباً؟ كيف سيلتقي مشروعه مع مشروع حماس إلا إذا غير أحدهما مشروعه وأدخل عليه بعض التعديلات؟


إن إسرائيل وأمريكا وأوروبا أعلنت عدم قبول التفاوض مع حماس والاعتراف بشرعيتها، إلا إذا اعترفت بإسرائيل.. وتخلت عن المقاومة المسلحة


إن حكومة جبهة وطنية أو ائتلاف وطني يضم كل الفصائل الفلسطينية بقيادة حماس، ربما يراه البعض الحل لهذا المأزق الكبير، الذي ستكون له تداعياته وتوابعه وانعكاساته علي المنطقة كلها، وسيعيد ترتيب الأوراق والحسابات من جديد


لكن هناك في «فتح» من يرفض حكومة جبهة وطنية، ويطالب بانتقال «فتح» إلي المعارضة، وترك حماس تتحمل مسؤوليتها كاملة، فالدور عليها الآن أن تخسر جانباً من شعبيتها في الشارع مثلما خسرت «فتح» في السابق


هل ما كانت تقوله وتتبناه حماس وهي في المعارضة... يصلح كسياسة بعد انتقالها إلي الحكم؟
هذا هو السؤال الصعب الذي علي حماس الإجابة عنه، وإذا لم تجب عنه حماس بالسرعة الواجبة فخسارتها مؤكدة، والأغلبية التي حصدتها في المجلس التشريعي ستحسب عليها ولن تحسب لها

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster