19.2.08

في الممنوع 28/2/2006


لماذا يتبرع المواطنون في الأزمات والكوارث القومية التي تصيب البلاد.. إذا كانوا لايعرفون أين تذهب تبرعاتهم.. وإذا كانت الحكومة تسطو مثل اللصوص علي أموال تلك التبرعات؟

الاعتقاد السائد لدي قطاع كبير من الرأي العام، أن أموال التبرعات لاتذهب إلي الغرض المخصص لها.. لكن جلسة لجنة الصناعة بمجلس الشوري، التي ناقشت قضية تعويضات ضحايا العبارة «السلام ٩٨» حولت هذا الاعتقاد إلي حقيقة ثابتة ودامغة.. فقد أكد محمد فريد خميس عضو مجلس الشوري في هذا الاجتماع الذي حضره وزير التضامن الاجتماعي الدكتور علي المصيلحي.. بأنه سبق له أن تبرع بمبلغ نصف مليون جنيه لضحايا قطار الصعيد الذي احترق بداخله
المئات من أهالي الصعيد الفقراء.. ولم يصلتبرعه إلي هؤلاء الضحايا وأسرهم حتي الآن

ومحمد فريد خميس ليس من السذاجة أن يطلق مثل هذا الاتهام علي عواهنه.. أو أن يتهم الحكومة بلا دليل حاسم لديه.. لأنه في النهاية رجل الحكومة ومحسوب عليها.. وما قاله فريد خميس علي نفسه.. يصلح للتطبيق علي الآخرين الذين انخدعوا مثله.. وتبرعوا لصالح ضحايا قطار الصعيد.. ولصالح الكوارث والأزمات الأخري

ولم تكن تلك هي المفاجأة الوحيدة في اجتماع لجنة الصناعة بمجلس الشوري.. فقد اعترف وزير التضامن الاجتماعي في نفس الاجتماع، بأن التعويضات التي قررت الحكومة صرفها.. بناء علي تعليمات الرئيس حسني مبارك لضحايا العبارة «السلام ٩٨»، سيتم صرفها من تبرعات المواطنين التي بلغت حتي الآن ما يقرب من ٣٦ مليون جنيه.. أي أن الحكومة مرة ثانية استولت علي تبرعات المواطنين لكي تصرف منها التعويضات التي أعلنت عنها وتعهدت بصرفها

وليت الأمر يقف عند حد السطو والسرقة.. فالحكومة لم تصرف تلك التعويضات حتي اليوم بالرغم من استيلائها علي أموال التبرعات. لماذا؟ لأن الحكومة كما قال الدكتور علي المصيلحي لم تتسلم بعد من السلطات السعودية كشوفاً بأسماء ركاب العبارة الغارقة

أي أن التعويضات لم يتم صرفها هي الأخري حتي هذه اللحظة، مما يعني تكرار أزمة ضحايا قطار الصعيد التي مضي عليها ما يقرب من ثلاث سنوات. والحكومة ليست في حاجة إلي تلك الكشوف من السلطات السعودية.. ولا الانتظار حتي ترد إليها منها.. فمن المفترض أن لدي الشركة مالكة العبارة صورة أو نسخة من تلك الكشوف

مصيبة كبري أن يدلي رئيس الجمهورية بتصريحات ويعطي توجيهات إلي الحكومة.. ثم تنشر تلك التصريحات والتوجيهات في وسائل الإعلام.. ولا ينفذ منها شيء. مصيبة أن يعرف المواطن وأن يتأكد بأن كلام كبار المسؤولين.. بمن فيهم رئيس الجمهورية يطلق للاستهلاك المحلي.. ولا تحترمه الحكومة.. فكيف يحترمه المواطن وكيف يستقبله؟

هل هذه حكومة تحترم مشاعر الضحايا.. ومشاعر المواطنين؟ وهل يمكن أن يثق فيها أحد؟ وهل عندما تدعو المواطنين إلي التبرع في كوارث أخري أو تطلب منهم مساندتها ومساعدتها والوقوف معها في مواجهة الأزمات.. سوف يستجيب لها أحد؟ هل سيحترم قراراتها أحد.. وهل هي جديرة بثقة أحد؟

إن المرأة قد تشتهي وتستحي.. لكن يبدو أن حكومتنا تشتهي ولا تستحي! تشتهي السطو علي أموال المواطنين وعلي تبرعاتهم.. ولا تستحي من إعلان ذلك


0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster