20.2.08

في الممنوع 29/3/2006

سألت الزميلة لميس الحديدي جمال مبارك في برنامجها «اتكلم» الذي أذيع أمس الأول، علي شاشة القناة الأولي: هل لا تزال علي موقفك من أنه ليست لديك النية للترشيح علي منصب رئيس الجمهورية

قال: كما قلت من قبل.. ليس لدي النية ولا الرغبة في ذلك

س: ولا في سنة ٢٠١١ (أي بعد انتهاء فترة ولاية الرئيس مبارك الحالية)؟
قال: ولا بعد كده

ثم عادت وسألته: ليه الناس مش هتصدقك؟
لم يجب جمال مبارك عن هذا السؤال، وإنما لف ودار حوله، مثل قوله: إن الناس تربط بين الحديث عن قضية الإصلاح وبين ما يسمي بملف التوريث وتصعيده لكي يصبح رئيساً للجمهورية خلفاً لوالده

وإذا لم تقنع هذه الإجابة الزميلة لميس الحديدي، فأنا سأجيب لها عن سؤالها.. ليه الناس لا تصدق ما يقوله جمال مبارك أو ما يقال بصفة عامة عن عدم وجود ملف التوريث
السبب هو.. لأن هناك فارقاً كبيراً بين ما يقوله جمال مبارك من نفي للتوريث أو وجود النية أو الرغبة لديه لترشيح نفسه علي منصب الرئيس، وبين الواقع الفعلي والسياسات التي يجري تطبيقها من خلال الحزب الوطني ومؤسسات الدولة.

هذا الفارق بين القول والفعل، هو نفسه مقدار عدم الثقة الذي أشارت إليه الزميلة لميس الحديدي.

وأنا شخصياً أريد أن أصدق جمال مبارك، ولكن لكي أصدقه ويصدقه الناس معي، عليه أن يعلن رأيه صراحة في الإجابة عن السؤال التالي: هل توافق علي إدخال تعديل جديد علي المادة ٧٦ من الدستور، وأيضاً علي المادة ٧٧ منه التي تبقي رئيس الجمهورية في منصبه مدي الحياة؟ ولكي تحقق الإجابة المفعول المرجو منها وهو إغلاق ملف التوريث تمامًا، يشترط أن تكون إجابة جمال مبارك هي «نعم» أوافق علي تعديل هاتين المادتين.

الأولي: بإزالة جميع القيود علي حق الترشيح أمام الأحزاب والمواطنين، بحيث لا يقتصر هذا الحق علي مرشح الحزب الوطني، سواء كان جمال مبارك أو غيره.

والثانية: بقصر مدة تولي رئاسة الجمهورية علي فترتين رئاسيتين متتاليتين فقط.

ثم يسعي جمال مبارك من خلال أمانة السياسات التي يرأسها إلي إعداد التشريعات اللازمة لذلك خلال الفصل التشريعي الحالي أو القادم علي الأكثر.

بدون ذلك، فالثقة ستظل مفقودة، وستظل الفجوة قائمة بين ما يقوله جمال مبارك وبين ما يقوله رجل الشارع.

ولهذا، لم يكن جمال مبارك موفقاً في رفضه إدخال تعديل علي المادتين ٧٦ و٧٧ من الدستور بقوله: إنه لا يستطيع الخروج في الكلام عن الإطار الحزبي، بينما الجميع يعلم أن الإطار الحزبي هو الذي يحدده ويرسم ملامحه.

الطريف أن الزميلة لميس الحديدي سألته في نهاية اللقاء.. بماذا تحلم؟
ولم يفصح جمال مبارك عن أحلامه، ربما لأنه يحلم بأن يكون رئيساً للجمهورية.. ويدرك أن هذا الحلم بعيد المنال



0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster