28.2.08

في الممنوع 29/4/2006

في خطابه في عيد العمال الذي احتفلنا به قبل موعده بأربعة أيام.. قال الرئيس حسني مبارك: سنكسب معركتنا ضد الإرهاب.. وإننا نتعامل بقوة القانون مع التطرف والدس بين المسلمين والأقباط.. وإن التزامنا بحقوق العمال والفلاحين ومكتسباتهم لارجعة فيه ولن نتخلي عن محدودي الدخل

وقال الرئيس: إنه أصدر تعليماته للحكومة بعدم الإضرار بمصالح العاملين في الشركات المطروحة للخصخصة.. وقال: إنه لا إهدار للمال العام.
وقال: إن مصر ستبقي وطنا آمنا ومستقراً لكل المصريين، وإننا نستكمل بثقة وعزم لارجعة فيه خطوات الإصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي.. وسنمضي في استكمال ديمقراطيتنا لنبني معا مجتمعاً عصرياً لمواطنين أحرار في بلد ديمقراطي .

وحث الرئيس مبارك في نهاية كلمته.. رجال الدين علي نشر قيم التسامح بين مسلمي مصر وأقباطها.. وطالب مفكري مصر وأساتذة جامعاتها وكتابها بحمل مشعل التنوير.. وقال لرجال قضاء مصر: إنكم سدنة العدالة وحماة القانون وآمل أن تخلصوا فيما بينكم لكلمة سواء، تصون المصالح العليا للوطن وتعزز استقلال القضاء.. إلي آخر ما تضمنه خطاب الرئيس في مناسبة الاحتفال بعيد العمال.

تذكروا هذه العبارات والكلمات للرئيس مبارك.. ثم تذكروها مرة أخري علي ضوء الواقع في عيد العمال القادم أول مايو ٢٠٠٧ وحاولوا الإجابة عن هذه التساؤلات.
هل كسبنا معركتنا مع الإرهاب؟ هل تقدمنا في معالجة ملف التطرف والوقيعة والدس بين المسلمين والأقباط؟ هل التزمت الحكومة بحقوق العمال وأنها لم تفرط في مكتسباتهم وأنها لم تتخل عن محدودي الدخل؟ هل زادت البطالة وأعداد المشردين في الشارع أم..؟
هل استكملنا بكل ثقة وعزم خطوات الإصلاح السياسي أم تراجعنا فيها خطوات وخطوات؟ هل استكملنا ديمقراطيتنا؟ هل نحن نعيش في مجتمع عصري؟ هل نحن مواطنون أحرار.. في بلد ديمقراطي؟


وليس هدف تذكر هذه الكلمات هو محاسبة أحد.. ولكنها الذكري التي قد تنفع المؤمنين.
ثم لماذا الانتظار حتي مايو المقبل ٢٠٠٧، إن الجواب يظهر من عنوانه، كما يقول المثل.. والعنوان واضح.. بل شديد الوضوح.. ففي اللحظة نفسها التي أعلن فيها الرئيس مبارك أنه لا رجعة عن استكمال الإصلاح السياسي والديمقراطي.. كانت قوات الأمن تدهس المثقفين وأساتذة الجامعات والصحفيين الذين أعلنوا تضامنهم مع مطالب القضاة.. وكان السحل والاختطاف والسباب بالألفاظ النابية الخادشة للحياء هي مصير رجال القضاء والذين تعاطفوا معهم.. فكيف سنبني وطناً آمناً ومستقراً.. وبعض من أبنائه بل أفضل أبنائه يلقون هذه المعاملة المهينة؟ وكيف ستعزز سياسة السحل والقمع والإرهاب استقلال القضاء؟ وكيف يستطيع مفكرو مصر وأساتذة جامعاتها وكتابها.. حمل مشعل التنوير؟
الجواب يبان من عنوانه.. أم علينا أن نضحك علي أنفسنا وننتظر حتي عيد العمال القادم لكي نري ما الذي تحقق في خطاب الرئيس مبارك؟


0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster