28.2.08

في الممنوع 30/4/2006

أستأذن السادة القراء في إعادة نشر مقاطع من مقال الكاتب الكبير مكرم محمد أحمد بعنوان «صيحة من دهب» الذي نشر في «أهرام» أمس، وأستأذن في إعادة طرح التساؤلات التي طرحها في مقاله الذي هو «من دهب»:
يخطئ من يتصور أن معركة مصر مع الإرهاب قد انتهت أو أنها تكاد توشك علي الانتهاء، وأن ما نشهده الآن هو مجرد فلول لجماعات اندثر معظمها وقل خطرها

إن تكرار ما يحدث في سيناء علي مدي العامين الماضيين من عمليات إرهابية كبيرة، تستهدف مقاصدها السياحية في طابا وشرم الشيخ، ودهب علي التوالي، يشير إلي أن ما يتم في سيناء شيء مختلف تماماً عما جري قبل أكثر من عام في خان الخليلي وميدان التحرير، وأن ثمة تنظيماً فاعلاً وخطيراً يتوطن سيناء، ويرتكب كل فترة عملاً كبيراً مخططاً، يكشف عن متابعة ومعرفة دقيقة بالثغرات الأمنية.
إن الأمر يتطلب إعادة نظر شاملة تضع قضية الإرهاب في سيناء علي رأس أولويات الحكومة، وتعالجها بفكر جديد يضمن دقة الحساب ويقظة المتابعة، ويبذل كل الجهود لكسب أفئدة وقلوب المجتمع السيناوي وليس معاداته.

بدون عون أهالي سيناء وفي غيبة إحساسهم بأن قضية الإرهاب تتعلق بأمنهم وأرزاقهم، يصعب علي الجهد الرسمي وحده أن يحقق النجاح.
إن قانون الطوارئ ثبت بما لا يدع المجال لأي شك، أنه لم يحقق أي إنجاز حقيقي في قضية الأمن الوطني والحرب علي الإرهاب، لأن القانون تحول بالفعل إلي خيال مآتة لا يردع ولا يمنع، وأصبح عبئاً علي وحدة الداخل، ومصدر شقاق وخلاف قوي عديدة في المجتمع.
ربما يكون الأكثر إلحاحاً لمواجهة قضية الإرهاب قبل صدور أي قانون جديد للإرهاب، بديلاً عن الطوارئ، هو الإسراع بتغيير المناخ الراهن في مصر، الذي تتزايد فيه حدة التوتر بين عديد من قوي المجتمع، وتبني رؤي جديدة أكثر شمولية تتجاوز النظرة الأمنية الضيقة إلي رؤية سياسية متكاملة.

إن نقطة البدء، في أي علاقة صحيحة بين الفرد والدولة، أن يحس الفرد أن الدولة تحترم آدميته وتكفل له حق الدفاع عن كرامته، لا أن تهينها، لأن الكثيرين يعتقدون أن الحكومة تعيش في برج عاجي بعيدة عن هموم الناس اليومية.

ما المصلحة التي يمكن أن تتحقق لنظام الحكم من استمرار وقيعته مع معظم نخب المثقفين والقضاة والصحفيين والمحامين وهيئات التدريس في الجامعات وغيرهم الكثير؟!
من المستفيد من تصعيد هذه الأزمة داخل مجتمع القضاة؟ ولماذا وصل الأمر إلي حد التفكير في محاكمة بعض شيوخهم؟
السؤال الحقيقي: من الذي سمح بأن يصل التصعيد داخل مجتمع القضاة إلي هذا الحد؟
وينهي مكرم محمد أحمد تساؤلاته:
هل تفتقد مصر وجود قوة عاقلة تلملم جراح الموقف، وتعيد إلي مجتمع القضاة وحدته؟
لماذا تتعاظم ظاهرة البلطجة علي هذا النحو إلي حد أن أصبحت طرفاً في الفتنة الطائفية؟

هل يجوز أن يكون حملة السكاكين والسنج والمطاوي هم حماة المساجد والكنائس؟ وماذا يمكن أن يتبقي من قيمة القانون في نفوس الجميع، إن كان كل جانب سوف يأخذ القانون في يده مدافعاً عما يراه هو حقاً خالصاً له؟

إن ظواهر التطرف والبلطجة وغياب القانون وتزايد الوقيعة بين قوي المجتمع، وغلبة المصالح الفئوية والطائفية علي مصالح الوطن، جميع ذلك يشكل مناخاً مريحاً لجماعات الإرهاب.

تعليق: لا أبالغ إذا قلت إن مكرم محمد أحمد في هذا المقال قد وضع يده علي الحقيقة كاملة، وأن التساؤلات التي طرحها هي ملخص وافٍ لمئات وآلاف المقالات التي كتبتها وكتبها غيري للخروج من الأزمة الطاحنة التي وصلنا إليها، والمسؤول والمتسبب فيها هو نظام الحكم بالدرجة الأولي، وأن الخلاص منها هو دراسة مقال مكرم محمد أحمد واعتبار ما جاء فيه ومحاولة الإجابة الصادقة عن التساؤلات التي طرحها هو الذي يحسم قضايا الإرهاب والتطرف والفساد، ويضعنا علي الطريق الصحيح لإصلاح سياسي واجتماعي سليم.

ذهبت السكرة وجاءت الفكرة، سكنت النار في قلوب البدو وعادوا إلي أشغالهم البسيطة.. إلي لقمة عيشهم، لا تحدثوهم عن الإرهاب ومظاهرات التنديد ومصر التي لن يمسسها سوء، لا تحدثوهم علي الإطلاق إن أمكن.. اتركوهم فقط يبحثون في رمال سيناء عن عشب يداوي حزنهم.. اتركوهم يعملون في هدوء

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster