18.2.08

في الممنوع 31/1/2006


نظرة علي أوضاع صحافتنا الحزبية تقول لك في أي بلد أنت.. وعن أي بلد تتحدث!
صحيفة «مايو» لسان حال الحزب الوطني الديمقراطي.. ليس لها علاقة بالحزب.. الحزب لا يملك صحيفته.. ولا يملك سلطة تعيين رئيس تحريرها ورئيس مجلس إدارتها.. والصحيفة مملوكة لشركة استثمارية يملكها عدد من رجال الأعمال.. وأصبحت مملوكة الآن بالكامل تقريباً لمؤسسة «أخبار اليوم»، بينما تتولي طبعها والإنفاق عليها مؤسسة صحفية أخري هي التحرير للطبع والنشر «الجمهورية».
وفي ظل وضع مثل هذا، تهبط أرقام توزيعها إلي بضع مئات من النسخ.. وتكثر بها المشاكل وتتفاقم.. والصحفيون مضربون عن العمل، ومعتصمون في نقابتهم.. والحزب الوطني غائب.. وأذن من طين وأخري من عجين


. صحيفة حزبية أخري هي «الأحرار» تصدر منذ سنوات عن حزب لا وجود قانونياً له.. والصحيفة تصدر بكلمة شرف قالها الدكتور مصطفي كمال حلمي رئيس مجلس الشوري ورئيس المجلس الأعلي للصحافة سابقاً.. إلي صلاح قبضايا رئيس تحرير «الأحرار: أنت المسؤول عن الصحيفة وعن إصدارها.. والدكتور مصطفي كمال حلمي يعبر عن رأي الدولة في ذلك.. وهو وضع غير قانوني أن تصدر صحيفة.. لحزب لا وجود له.

صحيفة ثالثة «الوفد» دخلت هي الأخري حلبة الصراع وتوقفت عن الصدور بقرار منفرد كالعادة من الدكتور نُعمان جمعة.. الذي يتصرف فيها وفي العاملين فيها كأنهم أنفار يعملون في مزرعته.. ورأسه وألف سيف عدم عودة الصحيفة إلي الصدور.. إلا واسمه علي ترويستها.. وهدفه طبعاً هو العودة إلي ممارسة دوره كرئيس تحرير فعلي لها.. هو الذي يكتب لها العناوين الرئيسية والمانشيتات ويراجع كل حرف وكل كلمة فيها .

وانضمت صحيفة «العربي» إلي قائمة الصحف الحزبية التي تعاني المشاكل والانقسامات.. بعدما أعلن رئيسا التحرير رغبتهما في التنحي عن الاستمرار في العمل.. ويدور صراع خفي داخل الحزب الناصري ستكون لها آثاره السلبية علي الصحيفة وعلي مستقبل العاملين فيها.
. وباقي الصحف الحزبية الأخري لا وجود لها.. وأغلبها لا يصدر بصفة منتظمة.

هل من الممكن في ظل أوضاع مثل هذه.. الحديث عن حياة حزبية وحياة سياسية سليمة؟! وما الذي ينتظر أن تقدمه تلك الصحف للقارئ من خدمة، وهل تقع المسؤولية علي الأحزاب وعلي قياداتها الفاشلة المشغولة بصراعاتها ومصالحها.. أم علي الدولة التي تزكي الصراعات داخل الأحزاب وسعيدة بما يجري في صحافتها؟ إنها الفوضي وشريعة الغاب، وغياب دولة القانون.. والدولة ليست بعيدة عما يجري.. بل هي تتحمل المسؤولية الأكبر

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster