20.2.08

في الممنوع 31/3/2006


من مرسي مطروح أخبرني أحد المواطنين بأن أهالي مرسي مطروح والسلوم ممنوعون من مغادرة منازلهم والخروج منها.

سألته: كيف؟ قال: إن الأمن هدد الأهالي بالاعتقال إذا خرجوا إلي الشوارع يوم كسوف الشمس صباح أمس الأول «الأربعاء»، وهو اليوم الذي زار فيه الرئيس مبارك وأفراد أسرته مدينة السلوم للمشاركة في هذا الحدث الفريد.. الذي يتكرر كل مائة أو كل مائتي عام.

أضاف.. لك أن تتصور كيف كانت فرحة أهالي مطروح والسلوم في هذا اليوم.. لو خرجوا إلي الشوارع، وشاركوا في هذا الحدث الكبير.. وانتفعوا واستفادوا به في تجارتهم.. ببيع الزيتون وغيره من الحبوب والغلال التي تشتهر بها المدينة إلي السياح الذين قدر عددهم بـ ٧٧ ألف سائح.

ولم يجد مني هذا المواطن الذي أعرفه جيداً.. غير الدهشة والاستغراب.. معقول هذا الذي حدث؟! أي عقليات هذه التي تحكم المصريين وتتحكم فيهم؟ ومن هو الشخص أو المسؤول ـ أيا كان منصبه أو مركزه ـ الذي قرر منع أهالي مرسي مطروح من مغادرة منازلهم صباح الأربعاء الماضي.

في أي زمن نحن.. وهل يعيش المصريون في عزبة أو داخل إقطاعية أحد الباشوات.. يتحكم فيها؟ وهل المبالغة في الحفاظ علي أمن الضيوف من السياح وأمن الرئيس وأفراد أسرته وصلت إلي هذا الحد.. حد صدور فرمان من أحد الأغوات بمنع ظهور الرعاع من الأهالي وخروجهم إلي الشوارع في هذا اليوم.. ومنعهم من مغادرة منازلهم؟

وقبلها بيوم، تصادف أن أخبرني أحد الأشخاص الذين أثق فيهم عن حجز زميلة ابنته الطالبة بالجامعة الأمريكية في كمين موجود علي الطريق مابين المعادي ومصر الجديدة.. وكانت الفتاة مستقلة «تاكسي» في الساعة الثانية عشرة مساء.. وبلغت مدة حجزها في الشارع ـ بعد أن أمرها الضابط بالنزول من التاكسي ـ ٣٠ دقيقة.. بعدها أمرها الضابط بالانصراف بعد مكالمة طويلة أجراها مع شخص آخر من الجهاز الذي كان يحمله معه.

من أعطي هذا الضابط هذه السلطة؟ وكيف سمح لنفسه بأن يحجز فتاة في الشارع ٣٠ دقيقة، إذا كان حريصا فعلا، علي حمايتها وتوفير الأمن لها دون طلب منها ودون استغاثة؟ وهل حمايتها تكون ببث الرعب في قلبها؟

كما لفت انتباهي صديق لي.. إلي ظاهرة انتشار قوات الأمن في شوارع وميادين القاهرة بكثافة غير معهودة في الأيام الأخيرة.. كأنها تنتظر أو تترقب أحداثاً معينة.. عليها مواجهتها والتعامل معها.
وقد لاحظت هذا التواجد الأمني الكثيف في صالة الجوازات بمطار القاهرة منذ أيام بصورة لاتخطئها العين.. في مشهد لاتراه في أي مطار لدولة متحضرة.. وهو مشهد لايريح العين.. ولا يبعث علي الثقة ويوحي بالاضطراب والقلق من حدوث شيء ما.

هل ما جري في مطروح والسلوم.. ولطالبة الجامعة الأمريكية.. وما نشاهده من تواجد أمني كثيف في شوارع وميادين القاهرة هو سياسة أمنية جديدة؟ هل تذكرت الحكومة أن حالة الطوارئ معلنة، وأن عليها أن تشعر المواطنين بها قبل قيامها باستبدالها بقانون جديد لمكافحة الإرهاب.
ما الذي يجري في مصر هذه الأيام؟ وهل هناك أمل أو فرصة لتنفيذ سيناريو التوريث في مناخ الإرهاب، والخوف هذا؟ هل لحظة مواجهة الحقيقة اقتربت بعد أن بلغ الفساد أقصي درجاته.. وهو فساد محمي بالسلطة وبالنفوذ؟


0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster