18.2.08

في الممنوع 3/2/2006


لا أعرف لمن أوجه هذه الرسالة هل أوجهها إلي اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية بصفته المسؤول الأول عن الأمن.. والواقعة التي سأتحدث عنها تدخل في نطاق مسؤولياته وسلطاته.
هل أوجهها إلي الرئيس حسني مبارك بصفته رئيس الحزب الوطني، ثم بصفته، إن الواقعة التي سأتناولها تتعلق بإجراءات الأمن التي اتخذتها أجهزة الأمن في تأمين موكبه وخط سيره إلي مقر مركز الدراسات الوطنية التابع للحزب الوطني

هل أوجهها إلي شيخ الجامع الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي لكي أسأله: حلال هذا أم حرام يا فضيلة الشيخ؟

هل أوجهها إلي الرأي العام كنوع من التعبير عن رأي الناس وإخراج البخار من نفوسهم؟


الواقعة تتلخص في الآتي: في الساعة الواحدة وعشر دقائق من صباح أمس الأول «الأربعاء» فوجئ سكان مصر الجديدة في منطقة روكسي والشوارع المحيطة بمقر الحزب الوطني.. بأحد ضباط المرور.. يمسك بالميكروفون ويصرخ فيهم: انزلوا إلي الشارع فوراً لنقل سياراتكم من أماكنها.. وإلا سيقوم الونش برفعها


وفزع الأهالي وهرعوا إلي الشوارع في هذا البرد القارص.. ولم يكونوا في حاجة إلي الاستفسار وطرح السؤال: لماذا؟ لأنهم يعرفون الإجابة.. فالرئيس مبارك سوف يزور في الصباح مقر الحزب الوطني بمصر الجديدة ليرأس اجتماع الأمانة العامة للحزب بعد تشكيلها الجديد.. والذي تضمن تعيين جمال مبارك في منصب الأمين العام المساعد للحزب إلي جانب رئاسته لأمانة السياسات


ونزل الأهالي بالأرواب وبملابس النوم إلي الشارع.. وبعضهم كان في حالة ثورة وغضب وهياج.. والبعض كان يدعو من قلبه أن يحاسب الله المسؤول عن هذه البهدلة التي يتعرضون لها بعد منتصف الليل.
وفي الصباح واصلت أجهزة الأمن مهمتها.. ومنعت أصحاب المحال في الشوارع المحيطة بمقر الحزب الوطني من فتح أبوابها.
إلي هذه الدرجة كانت المبالغة في إجراءات أمن الرئيس.. وإلي هذه الدرجة بلغ التضييق علي الناس وإزعاجهم دون مبرر أو سبب مقنع.. وإلي هذه الدرجة بلغ الاستهتار بحياة الناس.
هل هذا يرضي الرئيس مبارك؟

سأجيب نيابة عن الرئيس.. وسأفترض أنه يزعجه ولا يرضي عنه.. وأن سيادته لايعلم عنه شيئاً.. وأنه سيعطي تعليمات إلي وزير الداخلية بعدم تكرار ذلك.

ليس عدم اتباع إجراءات أمن الرئيس.. فهذا موضوع محسوم ولا هزار فيه.. لكن عدم تكرار عقد الاجتماعات التي يرأسها في مقر الحزب الوطني بمصر الجديدة.. و البحث عن مكان آخر، حرصاً علي راحة الناس.

هل هذا يرضي فضيلة شيخ الجامع الأزهر؟
أعتذرعن طرح هذا السؤال.. خشية أن يقول فضيلته أنه يرضيه ذلك.. وأنه لا يجد غضاضة في الأمر.

يبقي وزير الداخلية.. وكل مواطن تعرض لهذه المحنة يسأله: هل هذه الإجراءات تصب في مصلحة الحاكم أم ضده؟ وهل تعليمات سيادته هي إزعاج المواطنين وإجبارهم علي النزول إلي الشوارع في الساعة الواحدة صباحاً


0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster