20.2.08

في الممنوع 3/4/2006


علي شاشة قناة دريم.. وفي برنامج الساعة العاشرة.. أعجبني تعليق قاله صلاح قبضايا رئيس تحرير صحيفة «الأحرار» بأن قرار النائب العام المستشار ماهر عبدالواحد بضبط وإحضار الدكتور نعمان جمعة هدفه.. حماية نعمان جمعة وإنقاذه من الفتك به من جانب خصومه.. الذين كانوا في حالة ثورة وغضب شديدة.. بعد إطلاق الرصاص الحي عليهم من جانب أنصار جمعة.

وتمشيا مع ما قاله صلاح قبضايا.. فإن نعمان جمعة لم يذهب إلي حزب الوفد صباح أمس الأول «السبت» لاقتحام مقر الحزب.. مستعينا ببعض أنصاره وبكثير من البلطجية.. الذين يحملون معهم ـ كما نشرت جميع الصحف ـ الأسلحة النارية وقنابل المولوتوف وأنابيب لحام الأكسجين.. إلا بعد إخطار السلطات المختصة وهي الجهات الأمنية

وأتصور أنه طلب من الأمن وجهات سيادية أخري في الدولة تمكينه من دخول مقر حزب الوفد وفرض سيطرته عليه، باعتباره الرئيس الشرعي، وتم رفض طلبه بدعوي أن الدولة ليست طرفاً في النزاع.. وليست لديها النية أو الرغبة في أن تظهر في صورة الذي يناصر فريقاً علي آخر، ثم تمت الاستعاضة عن هذا السيناريو.. بسيناريو آخر هو أن يقتحم نعمان جمعة وأنصاره من أعوان وبلطجية مقر الحزب.. وعلي مسؤوليته الشخصية.. مستخدما جميع الأسلحة التي يريدها.. فإذا ما نجحت المحاولة تم حسم الصراع لصالحه.. وإذا ما أخفقت وفشلت.. ستقوم الجهات المختصة بحمايته من بطش أعوانه.

وربما هذا يفسر سر الحياد السلبي من جانب قوات الأمن.. فهي وقفت تتفرج علي المجزرة التي وقعت في ١ شارع بولس حنا بالدقي... ولم تأمر نعمان جمعة بوقف إطلاق النار.. ولم تهدد بإلقاء القبض عليه إذا ما واصل أعمال البلطجة والعنف.. التي أسفرت عن إصابة ٢٨ من العاملين في صحيفة الوفد.. من صحفيين وإداريين وعمال.. بعضهم إصاباته خطيرة

لم تفعل قوات الأمن ذلك.. وأتصور أيضاً أن هذا الحياد السلبي هو جزء من مخطط عام لضرب الأحزاب من داخلها وتفريغ الحياة السياسية من مضمونها.. وإبلاغ رسالة إلي الرأي العام بأن هذه هي صورة الأحزاب المنافسة التي تريد الوصول إلي السلطة وإلي الحكم.. فيرضي الناس بحكم الحزب الوطني.. وبالفساد.. وبالتوريث وبأي شيء.

وأتصور أن الدولة سعيدة بما يحدث.. حتي ولو خرجت التصريحات علي لسان كبار بعض المسؤولين تعلن غير ذلك.. فالحل بسيط وتملكه الدولة.. وهو إزالة جميع العقبات أمام حق أي مجموعة في تكوين حزبها السياسي وحقها في التعبير عن نفسها.. بعدها لن يكون هناك أي داع للصراع والتناحر وتمزيق الثياب وإطلاق الرصاص.

إن غلق الباب أمام القوي السياسية لتكوين أحزابها.. إلا لمن ترضي عنها السلطة.. هو الذي أوصل حياتنا السياسية والحزبية إلي هذه الفوضي.. وهذا مقصود في حد ذاته.. واليوم الذي تطلق فيه الدولة حق إنشاء وتكوين الأحزاب.. سينتهي الصراع داخل حزب الوفد. لأن نعمان جمعة يستطيع تكوين حزبه.. ومحمود أباظة يستطيع تكوين حزبه أيضاً.. لكن الدولة لا تريد ذلك.. وتريد أن تستمر الحرب بينهما.. وكل هذا لصالح الحزب الوطني.. ولصالح مرشحه في الانتخابات الرئاسية القادمة


0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster