16.2.08

في الممنوع 4/1/2006


تسرعت صحيفة «الأهرام» ونشرت منذ أيام قليلة أن أجهزة الأمن توصلت إلي معلومات وصفتها بأنها محددة ودقيقة.. تكشف غموض مذبحة عزبة «شمس الدين» ببني مزار بمحافظة المنيا.

وأشارت تلك المعلومات إلي أن مرتكبي المجزرة التي راح ضحيتها عشرة أشخاص ما بين رجال ونساء وأطفال.. هو شخص مريض نفسياً.. وأنه أقدم علي جريمته بدوافع هستيرية.

ونصيحتي إلي أجهزة الأمن بتجاهل هذه المعلومات التي نسبتها إليها صحيفة «الأهرام» وعدم الأخذ بها في تفسير الحادث الغامض ونسيانها تماماً.. لأنها معلومات مضللة ومضحكة ولا تدخل دماغ طفل صغير.. فكيف لمختل عقلياً أن يقوم بهذا العمل الإجرامي المنظم بمفرده؟

وكيف له بالسيطرة علي نفسه والتحكم في أعصابه بحيث يقوم بالتمثيل بجثث الضحايا العشر بنفس الطريقة والأسلوب دون أن يخطئ في شيء واحد؟ وكيف لشخص واحد مختلاً عقلياً أو غير مختل أن يقتحم ثلاثة منازل ويقتل هذا العدد.. ويأخذ راحته في ارتكاب تفاصيل هذه الجريمة بمفرده دون أن يعاونه أحد فيها.. ودون أن تصحو القرية علي أصوات الاستغاثة من الضحايا؟

إن هذه الجريمة البشعة لا يمكن أن يكون مرتكبها هو شخص واحد.. ولا يمكن أن يكون مختل نفسياً.. إنه أكثر من شخص.. ومن ارتكبها أو ارتكبوها لديهم دوافع أخري ليست معروفة حتي الآن.
هذا ما يجب أن تفكر فيه أجهزة الأمن وتكثف جهودها فيه، وأن تنسي تماماً قصة المعلومات المحددة والدقيقة التي أشارت إلي قصة المريض النفسي.
وعندما تتوصل أجهزة الأمن إلي المعلومات الحقيقية وتكشف غموض الحادث المروع.. سيكون مطلوباً منها أن تُعلن الحقائق كاملة علي الرأي العام.. مهما كانت مخيفة وبشعة.. وهل هناك تنظيم معين هو الذي يقف وراء هذه الجريمة أم لا؟ وهل من بين أهدافه ترويع الآمنين وإثارة الفزع والرُعب في قلوب الناس أم لا؟

إن إعلان الحقيقة بعد التوصل إليها هو الذي يمكن من تكرار هذا الحادث البشع.. خاصة إذا كانت هناك مبررات له.. وإذا كان من تدبير جماعة مسلحة.. ولها أهداف سياسية أو غير سياسية.
أما حكاية المريض النفسي فهي قصة أقرب إلي الخيال.. ولن يصدقها أحد


0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster