28.2.08

في الممنوع 4/5/2006


في عيد ميلاده الـ٧٩ وبعد ٢٥ عاماً علي توليه الحكم.. كنت أتمني أن يرفض الرئيس مبارك مد العمل بقانون الطوارئ لمدة عامين قادمين، وكنت أتمني أن يفرغ نظام حكمه من تحديد طريقة واضحة لتسليم السلطة بيسر وسهولة لمن يأتي بعده، دون غيوم أو ضباب وعدم وضوح رؤية أو الدخول في المجهول، فلا تزال المادة ٧٦ من الدستور بعد تعديلها، لها نفس الأثر والمفعول قبل التعديل الذي أجري عليها، إلا فيما يتعلق بتغيير شكلي لم يغير شيئاً من جوهر وصلب الطريقة التي يأتي بها رئيس الجمهورية، فالانتخابات الرئاسية هي صورة أو نسخة منقحة أو معدلة من الاستفتاء الشعبي، وما المرشحون المنافسون علي منصب الرئيس سوي مجرد ديكور فقط.

كنت أتمني إقامة حياة ديمقراطية سليمة وصحيحة تترسخ فيها قيم الحرية والعدالة، وحق جميع القوي السياسية في تداول السلطة، لا أن يحتكرها حزب واحد.

كنت أتمني أن يرتفع مستوي معيشة المواطن، وألا تحاصره المشاكل والأزمات من كل جانب، كنت أتمني أن يقضي، أو علي الأقل يتقلص، نفوذ حزب الفساد الذي يحكم ويتحكم، والذي له كلمة واسعة علي الكثير من مؤسسات الدولة الرسمية، والذي ساعد علي تهريب أموال البنوك إلي الخارج، وعلي غرق العبارة السلام ٩٨، وتسبب في وفاة أكثر من ١٠٠٠ روح، والذي قام بتوزيع أراضي مصر علي المحاسيب والمحظوظين.

كنت أتمني ألا تصل حالة الاحتقان السياسي إلي هذه الدرجة الملتهبة في الأحزاب والنقابات المهنية والعمالية، ومع القضاة وأساتذة الجامعات والصحفيين ومع كل قوي المجتمع الفاعلة، وليس هناك صوت واحد عاقل يسأل نفسه: لماذا كل هذا الذي يجري؟
كنت أتمني ألا يصل نفوذ جهاز الأمن إلي الدرجة التي يفسد فيها دور الأمن، فقد تركنا له معالجة كل الملفات الساخنة وأرحنا عقولنا وتفرغنا لأشياء أخري.

كنت أتمني أن يستفيد نظام الحكم من الفرص الضائعة التي أهدرها، والتي كانت كفيلة بأن تنقل مصر إلي دولة عصرية ومتحضرة وديمقراطية وكفيلة بإزالة الاحتقان القائم حالياً، والذي يكشف عن غياب رؤية سياسية وغياب إرادة فاعلة وقادرة علي اتخاذ القرار السليم في الوقت المناسب.

وما كنت أتمناه ويتمناه غيري، كان من السهل تحقيقه، إذا كنا قد استعملنا عقولنا، ولم نهدر الفرص الضائعة، وإذا خلصت النوايا ووضعنا مصالح الوطن قبل مصالح الأفراد

وقد يختلف البعض مع هذه الرؤية، ويقول: أنت وغيرك تكتب عن النصف الفارغ من الكوب فماذا عن النصف المملوء منه؟

ولن أقول هذه كلمة حق يراد بها باطل، لكن هناك العشرات والمئات الذين سيتحدثون عن النصف المملوء، فلماذا أكرر ما سيقوله هؤلاء؟ مع أن نظام الحكم أهدر كل رصيد له.. ووصل إلي أدني مستوي شعبي له.
وهذا ما لم نكن نتمناه لحكم الرئيس مبارك.
وكل سنة وأنت طيب يا ريس

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster