18.2.08

في الممنوع 5/2/2006


عالجت الحكومة حادث غرق العبارة «السلام ٩٨» علي طريقة: «يكاد المريب أن يقول خذوني» وتتصرف وكأن علي رأسها «بطحة»، وأنها هي المالكة لهذه العبارة، وأنها هي المسؤولة عن غرقها أو المتسببة فيه.. ولهذا بادرت علي لسان وزير النقل المهندس محمد منصور، وعلي لسان مسؤولين آخرين في ميناء سفاجا، بنفي وجود أخطاء في ملف العبارة، والتأكيد علي سلامتها من الناحية الفنية، وأن عدد الركاب بها لم يتجاوز قدرتها الاستيعابية، بل إن هذه القدرة تزيد علي الحمولة التي كانت فوقها، فهي تستوعب ما يفوق ٢٠٠٠ راكب، بينما كان عدد ركابها ١٤١٥ شخصا بمن فيهم طاقم العبارة


حاولت الحكومة التأكيد علي هذه الحقيقة، قبل إجراء التحقيقات الأولية حول أسباب غرق العبارة، وهذا يطرح السؤال حول أسباب هذا الهلع الذي عالجت به الحكومة الحادث؟ وما الذي تسعي إلي «الطرمخة» عليه في ملف العبارة، ولماذا لا تنتظر التحقيقات التي تجريها السلطات الملاحية أو النيابة العامة للوصول إلي الحقيقة، وكشف الغموض حول أسباب غرق السفينة؟!
هل الغرق بسبب عيوب فنية بالعبارة، وإذا لم يكن بسبب عيوب فنية، فهل يرجع إلي خطأ بشري أو مناخي؟
لماذا الاستعجال في نفي أو استبعاد أي تقصير من جانب مالك السفينة ووكيلها؟
وهل مالكها أو مستخدمها هو نفسه مالك العبارة التي اصطدمت بسفينة الشحن التركية منذ عدة شهور، ووقتها انتهت التحقيقات إلي استبعاد مسؤولية مؤجر العبارة وأن الشركة الأجنبية المالكة لها هي التي تتحمل التعويضات عن الضحايا الذين غرقوا وماتوا؟


هل تنتهي التحقيقات إلي نفس النتائج؟ وهل رغبة الحكومة وتسرعها في إطلاق التصريحات هو تكرار نفس السيناريو، هل نحن بصدد سيناريو آخر مشابه للسيناريو القديم؟
إن عدد القتلي في الحادث الأخير يزيد علي ألف شخص.. وهو أكبر من أن تتعامل معه الحكومة بمثل هذا الاستهتار، والتعامل معه بطريقة «المريب»، وأكبر من أن تحاول الحكومة إخلاء مسؤولية هذا الطرف أو ذاك.. لأسباب تعلمها الحكومة ولا يعلمها الرأي العام


من السابق لأوانه إبراء ذمة أحد.. وخطأ فادح استبعاد أحد من الاتهام، لأن الأمر يتعلق بأرواح مئات من البشر، حتي ولو كانت بعض الروائح غير المستحبة تفوح من وراء حوادث العبارات التي تحمل اسم «السلام».
مرة السلام ٩٠، ومرة السلام ٩٥، وأخيرا السلام ٩٨، وإذا لم تحدد المسؤولية في هذه المرة، فالحوادث ستتكرر من جديد، وستحمل اسم السلام أيضا، وهذه نقطة البداية في أي تحقيقات تريد الحكومة أو السلطات القضائية أن تجريها، أن تكشف عن لغز اسم «السلام» وتفك طلاسمه


0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster