20.2.08

في الممنوع 5/4/2006


إلي المستشار مصطفي الطويل رئيس حزب «الوفد».
تحية طيبة وبعد،
تعلم ما في قلبي لك من محبة ومودة وتقدير.. وتقديري أنك تُبادلني نفس الشعور.. وهذا ما يجعلني صريحاً معك إلي أقصي درجة.

لقد سعدتُ وأعتقد أنه أسعد الآلاف والملايين، قرار لجنة الأحزاب السياسية بالاعتداد بصحة إجراءات الجمعية العمومية لـ«الوفد»، التي انتخبتكَ رئيساً، بعد سلسلة من القضايا التي لاتزال منظورة حتي الآن أمام المحاكم.. وبعد سلسلة من الأعمال الصبيانية التي أساءت إلي سمعة ومكانة الحزب العريق.. وكانت آخرها أعمال البلطجة التي أسفرت عن إطلاق الرصاص الحي علي الزملاء في «الوفد».. الصحيفة والحزب.

وهي صفحة مقرفة ومليئة بالأحزان والجراح والضحايا.. أرجو أن تطويها فوراً.. وأن تُغلق أي باب سيحاول البعض أن يفتحه لتصفية الحسابات مع الدكتور نُعمان جمعة رئيس «الوفد» السابق أو مع أنصاره.. فهو الآن داخل السجن يواجه اتهامات خطيرة.. نرجو من الله أن ينجيه منها، وأن يلهمه الحكمة والاتزان العقلي اللذين يساعدانه علي مراجعة نفسه ومقاومتها.. وعلي الاعتراف بالخطأ والرجوع إلي الحق.. فالرجوع إليه فضيلة كما تعلم.

ومن شيم وأخلاق الرجال الكبار - وأنت واحد منهم - أن يترفعوا وأن ينظروا إلي المستقبل، وأن يعفوا عند المقدرة، وأن يحاسبوا أنفسهم أيضاً.. فليس كل ما فعله نُعمان جمعة خطأ.. وليس كل ما فعله خصومه هو الصواب

إن أي جانب من طرفي النزاع لا يستطيع أن يدعي بأنه يمتلك الحقيقة بمفرده وأنها من نصيبه.. وإن كان الجانب الأكبر من الخطأ - بل من الخطيئة التي لحقت بـ«الوفد» - يتحمله الدكتور نُعمان وأنصاره.. الذي خسر كل شيء بفعلته الحمقاء.

لقد سيطر الشيطان علي عقل وقلب نُعمان جمعة.. ووسوس في قلوبكم أيضاً.
كل وفدي مُخلص.. بل كل مصري يقول لك، ولكل القيادات: أغلقوا ملف الصراع علي الفور، وداووا الجراح سريعاً.. وحاولوا - أعانكم الله - أن تحسِّنوا من صورة «الوفد» التي انهارت تماماً في الشارع.. وهي مسؤولية كبيرة أعلم أنكم تقدرون عليها.

اجلسوا وناقشوا التجربة الماضية، واستخلصوا النتائج والعبر منها، وصححوا الأخطاء بوضع آليات تمنع تكرار انفراد شخص ما بالسلطة داخل حزب «الوفد».. وفعّلوا مؤسسات الحزب.. فهذا ما يحتاجه «الوفد» الآن وفي المستقبل.. وهذا ما تحتاجه مصر كُلها اليوم.. من أحزاب ومؤسسات ونظام حكم.. لأن دولة المؤسسات كما تعلم غائبة.. وحكم الفرد هو القائم حتي هذه اللحظة.

حتي عندما أرادوا إصلاحاً في «الحزب الوطني» فهذا الإصلاح سوف ينتهي بانفراد شخص جمال مبارك وجماعته بسلطة اتخاذ القرار داخل الحزب.. ومن الحزب سينطلق إلي الدولة.
ماذا لو قمت بكرم أخلاق معروف عنك.. بزيارة إلي الدكتور نُعمان جمعة.. في السجن أو في المستشفي.. أو في المكان الذي وضع نفسه فيه.. وأن تصافحه وتشد علي يديه في هذه المحنة التي ذهب إليها بنفسه راضياً مرضياً.

أعرف أنها مهمة صعبة وقاسية علي النفس البشرية، لكنني أعرف أيضاً أن نفسك نقية وطاهرة ولا تبغي إلا صلاح «الوفد».. إن نجاحك في هذه المهمة يعتمد علي وقوف رجال «الوفد» إلي جانبك.. الكل يضحي بذاته.. وينسي مصالحه.. ويتذكر شيئاً واحداً هو «الوفد» الذي أسأنا له جميعاً


0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster